الرئيسية - محليات - وباء الملاريا يجتاح مناطق سيطرة مليشيا الحوثي
وباء الملاريا يجتاح مناطق سيطرة مليشيا الحوثي
الساعة 04:12 مساءاً (المنارة نت /متابعات )

قالت مصادر طبية، أن وباء الملاريا عاد مجدداً للتفشي بشكل كبير في أوساط اليمنيين من مختلف الأعمار في المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، في ظل توالي التحذيرات المحلية والدولية من أن الوباء لا يزال يهدد حياة ثلثي سكان البلاد ووسط اتهامات لقادة المليشيا بنهب مخصصات برامج المكافحة.

وسجلت عشرات الآلاف من حالات الإصابة الجديدة في سبع مدن خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي خلال الفترة من أبريل (نيسان) وحتى مطلع يونيو (حزيران) من العام الحالي، منها 3 آلاف و200 حالة وفاة لنساء حوامل وأطفال دون الخامسة.

وبحسب بيانات أحصاها عاملون صحيون يمنيون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، فإنه إلى جانب تفشي الملاريا انتشرت في مناطق المليشيا خلال الفترة ذاتها أمراض وأوبئة أخرى بينها حمى الضنك والكوليرا وغيرها.

وأرجعت مصادر طبية في العاصمة صنعاء أسباب ارتفاع حالات الإصابة بوباء الملاريا في مناطق الحوثيين إلى هطول الأمطار مؤخراً على عدة مدن وانتشار المخلفات وتراكم أكوام القمامات في المدن الرئيسية، في ظل تقاعس المليشيا عن القيام بدورها في مكافحة الأوبئة والأمراض المعدية.

وتكهنت مصادر محلية خلال أحاديث لوسائل إعلام أجنبية، بان تكون الأرقام الفعلية لحالات الإصابة بطفيل الملاريا أكثر من الحالات المبلغ عنها، التي اعتمدت على بعض تقارير الترصد الإلكتروني للإنذار المبكر للأمراض، وبينت بان عودة تفشي المرض بمدن إب وحجة وعمران والمحويت وصنعاء وذمار ومناطق أخرى تقع تحت قبضة الجماعة بالحديدة، يعود إلى إمعان المليشيات بتحويل مدن سيطرتها إلى ساحة مفتوحة ومستنقع كبير لتفشي الأوبئة.

واكد سكان محليون الأرتباط الوثيق بين تفشي عديد من تلك الأمراض الوبائية بمناطق الجماعة وبين سرقة قادتها لمخصصات قطاع النظافة ومؤسسات المياه وبرامج مكافحة الأوبئة، وإيقاف رواتب ومخصصات المستشفيات والمرافق الصحية، وكذا تسخير عائدات الجمارك والضرائب وغيرها من الإتاوات والجبايات الأخرى لخدمة مشاريعها وحروبها ضد اليمنيين ولإثراء قادتها.

وطبقاً للتقارير والمعلومات الطبية، لا تزال محافظة الحديدة كعادتها كل عام تتصدر الترتيب الأول بمعدل الإصابات بمرض الملاريا خلال تلك الفترة، تليها مباشرة في الترتيب الثاني محافظة إب، في حين احتلت كل من محافظتي عمران وحجة المرتبة الثالثة والرابعة، لتأتي بعدها بقية المحافظات تباعاً في المراتب الأخيرة.

وابدى أطباء وعاملون صحيون في صنعاء، قلقهم الشديد إزاء تزايد خطر الإصابة بمرض الملاريا في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، خصوصاً في أوساط شريحة النازحين الذين يحتاجون لمزيد من الدعم والمساندة، وقال البعض منهم في أحاديث لوسائل إعلام خارجية، إن الحرب التي افتعلتها وتشنها مليشيا الحوثي منذ سنوات على ابناء اليمن، علاوة على سياسات الفساد والنهب والعبث المنظمة التي انتهجتها طيلة الأعوام الفائتة خلقت عدداً من التحديات والصعوبات والعراقيل أمام برامج مكافحة نواقل الأمراض والأوبئة وتقديم خدمات الترصد الوبائي.

وأطلقت مصادر عاملة في القطاع الصحي بالعاصمة صنعاء في وقت سابق، تحذيرات من أن الأمراض الوبائية المدارية على رأسها الملاريا لا تزال تشكل تهديداً حقيقياً لحياة اليمنيين، سيما مع استمرار موسم الأمطار المصحوب بانتشار البعوض الناقل للمرض، وفي ظل الإنهيار المتسارع للمنظومة الصحية والنظام الإقتصادي وتزايد معاناة السكان من تبعات الفساد الحوثية.

وكشفت مصادر يمنية، عن أن الستة الأشهر الأولى من العام الماضي شهدت تسجيل نحو 260 ألف حالة إصابة بمرض الملاريا في كل من إب وعمران وذمار وصنعاء ومناطق متفرقة من الحديدة والسواحل المجاورة لها بحجة، في حين اعتبرت المصادر أن المعدلات المرتفعة لسوء التغذية أدت إلى زيادة خطر الإصابة بالملاريا بين الفئات الضعيفة، خصوصاً الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل، بسبب انخفاض نظم المناعة لديهم، مشيرة الى ان من بين تلك الحالات المسجلة قرابة 20 ألف حالة وفاة معظمها من الأطفال دون الخامسة ونساء حوامل.

وأفادت تقارير محلية وأخرى دولية بأن مرض الملاريا لايزال مستوطناً في اليمن ويهدد حياة الملايين من سكان هذا البلد، وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت في بيان سابق، أن الملاريا لا تزال تصيب الملايين كل عام وتفتك بأرواح أكثر من 400 ألف معظمهم من الأطفال بسبب تعثر جهود مكافحة الوباء الذي ينقله البعوض.

وحذرت المنظمة من أن تمويل مكافحة المرض الذي يؤدي بحياة طفل كل دقيقتين هزيل بشكل عام، ونظراً لأنه ينتقل عن طريق البعوض فإن نصف سكان العالم يواجهون خطر الإصابة بالمرض، داعية الدول المانحة وحكومات البلدان التي ينتشر فيها الوباء لتكثيف جهود مكافحته.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر