- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
كشف تقرير حديث لمنظمة العفو الدولية صدر الخميس، عن تفاصيل مروعة جديدة لما يتعرض له المختطفين لدى مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران من تعذيب وإخفاء وتشريد قسري، واستخدام المختطفين "كقطع الشطرنج في المفاوضات السياسية". التقرير استند شهادات حية لـ 5 صحفيين جرى اختطافهم من مقر عملهم في صنعاء، "بصورة غير قانونية"، بالإضافة لـ 7 من اتباع الاقلية البهائية، وهؤلاء جميعا جرى تعذيبهم بوحشية وإختطافهم لمدد متفاوتة وصلت إلى سبعة أعوام. ولفت التقرير الى أن الصحفيين الخمسة المفرج عنهم من سجون مليشيات الحوثي، وبعد سنوات من المعاناة تحت وطأة الانتهاك المروع والاختطاف غير القانوني، لم يأت الإفراج نفسه بالفرج لهم، إذ لم يتمكن أي منهم من العودة لدياره والتئام الشمل بالأهل بعد سنوات من الانفصال عنهم قسرا، واضطروا الى السفر الى مناطق أخرى في البلاد والى خارج البلاد، وفق ماذكرت مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية هبة مرايف ضمن التقرير. أما البهائيين المفرج عنهم، فتم إجبارهم على الرحيل إلى المنفى وتولت الأمم المتحدة توفير التجهيزات اللازمة لرحيلهم، بينما تم إبعاد ثمانية آخرين إلى مناطق أخرى من البلاد. وأضافت المسؤولة بالعفو الدولية أنه "لا يجوز إجبار أي شخص على الاختيار بين البقاء رهن الاعتقال غير القانوني أو هجر دياره أو بلده. ولا يجوز تحت أي ظرف من الظروف عند التفاوض على صفقات الإفراج عن السجناء أن تشتمل المفاوضات بصورة صريحة أو ضمنية على السماح بإرغام المعتقلين المفرج عنهم على النفي أو الإبعاد القسري عن ديارهم". وفي شهادات أوردها التقرير، يقول أحد الصحفيين المفرج عنهم "كنا نريد البقاء في صنعاء لكن الحوثيين رفضوا الإفراج عنا بصورة غير مشروطة على الرغم من أن المحكمة حكمت بالإفراج عنا. فلم يكن أمامنا خيار سوى قبول الصفقة ومغادرة مناطق سيطرة الحوثي ... إن منزلي وأهلي في صنعاء.. حياتي في صنعاء". كما وصف هؤلاء كيف قامت المليشيات الحوثية بتعذيبهم بالضرب بالقضبان المصنوعة من الصلب والكابلات الكهربية والأسلحة وأشياء أخرى، وأبقتهم في أوضاع مؤلمة، وفتحت عليهم خراطيم المياه، وهددت مرارا بقتلهم أو أودعتهم الحبس الانفرادي لمدد تراوحت بين 20 يوما وعدة أشهر. لفت التقرير الى أنه لا يزال الكثيرون من الصحفيين المختطفين يعانون من إصابات بدنية ومشكلات صحية مزمنة نتيجة لهذه الانتهاكات، فضلا عن نقص الرعاية الصحية التي تلقوها خلال فترة اعتقالهم. ووصف أحد الصحفيين كيف أنه فقد وعيه مرتين جراء الخوف والضغط النفسي بعد التهديدات التي وجهها له مستجوبوه: "هدد المحقق وآخرون بالغرفة بإطلاق النار علي، وهددوا بقتل والديَّ. كانوا يريدون مني أسماء الصحفيين والطلاب الآخرين الذين يغطون الأخبار المعارضة للحوثيين... وهددوا بأنهم ... سينزعون أظافري واحدا واحدا. كما هددوا بإعطائي صدمات كهربية بين رجليّ". ووصف صحفي آخر من المحرريين، كيف تعرض لعملية إعدام وهمية مروعة عندما كان محبوسا بأحد فروع مكافحة الإرهاب الذي تسيطر عليه مليشيات الحوثي بالحديدة. حيث استدعاه عناصر المليشيات ليلا، وكبلوه وعصبوا عينيه، وأروه حفرة في الأرض بالخارج قائلين له: "هذا قبرك". وتابع الصحفي للمنظمة: "سمعت صوت طلقة في الخلفية. فتوهمت أنني أصبت برصاصة. ثم ركلوني ودفعوني إلى الحفرة، فوقعت على وجهي. وبدأ أنفي ينزف، وأحسست بطعم الدم في فمي. بدأت أبكي متذكرا أطفالي لأنني كنت واثقا أنهم سيدفنونني حيا. فتوسلت إليهم أن يقتلوني أولا. فقال لي نفس الرجل "سندفنك هنا ولن تعرف أسرتك أبدا مكانك". كما قال المختطفون إنهم عذبوا مرارا لمجرد أنهم طلبوا الطعام أو الماء. وقالت هبة مرايف "إن هذا التقرير يرسم صورة رهيبة لقائمة الانتهاكات التي تعرض لها هؤلاء المعتقلون السابقون، ومن بينها الاختفاء القسري والاعتقال في ظروف لاإنسانية، والتعذيب، والحرمان من الرعاية الطبية، والتعرض لمحاكمات فادحة الجور بتهم ملفقة". أكدت العفو الدولية أن على مليشيات الحوثي، إلى جانب إنهاء هذه الانتهاكات فورا، أن تفرج فوراً ودون شروط عن أي شخص اختطفته لمجرد ممارسته السلمية لحقوقه – من دون نفي أو إبعاد.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر