الرئيسية - محليات - صراع الطيرمانات يدخل مرحلة جديدة ..الثروة والنفوذ تطيح برؤس ٨ من قادة الصف الاول للحوثيين بينهم شقيق سيد الكهف
صراع الطيرمانات يدخل مرحلة جديدة ..الثروة والنفوذ تطيح برؤس ٨ من قادة الصف الاول للحوثيين بينهم شقيق سيد الكهف
الساعة 01:10 مساءاً (المنارة نت .متابعات )
يبدو أن حدة الصراعات بين الأجنحة الحوثية قد اشتدت بشكل غير مسبوق خلال الآونة الأخيرة، ودخلت بين أجنحة المليشيات الحوثية طور جديد مع وصول الحاكم العسكري الإيراني حسن إيرلو. والجماعة التي بدأت نشاطها برفع الشعارات المتوهجة وطرح البرامج الحالمة كغيرها من التنظيمات العقائدية، يبدو أنها سقطت في أول تجربة حكم بصعود منطق جديد مبني على الأطماع المادية والسيطرة وترسيخ النفوذ والصراع بين القيادات التي تتحكم بها، كما يرى مراقبون للشأن اليمني. ومع كشف فريق أممي عن صراع بين قيادات داخل الجماعة، أبرزهم زعيمها عبد الملك الحوثي ومحمد علي الحوثي ومهدي المشاط، تضع هذه المعلومات تساؤلات عن مدى الخلاف داخل المليشيا المتمردة باليمن، وما ستؤول إليه في حال توسعت في قادم الأيام. صراع حوثي داخلي في تقريرهم السنوي، الذي نشرته وكالة "رويترز" نهاية يناير 2021، خلص خبراء لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن المخصصة لليمن، إلى أن "التهديد الرئيسي لقيادة عبد الملك الحوثي (خاضع للعقوبات الدولية) يمكن أن يأتي من داخل الحركة الحوثية". وأضاف الخبراء أنه "وراء ستار الوحدة الرقيق، يتنافس من هم في القيادة السياسية العليا (للحوثيين) لإثراء أنفسهم من الموارد الحكومية والعامة المحدودة". وبحسب الخبراء فقد "بنى محمد علي الحوثي وأحمد حامد وعبد الكريم الحوثي قواعد متنافسة للسلطة، تم تأمينها من خلال الهياكل الأمنية والاستخباراتية المنفصلة التابعة لهم". وأوضح الخبراء أن "كتل السلطة (الحوثية) المتمايزة هذه على أساس المصالح الاقتصادية تقوض الجهود المبذولة في مجال السلام والعمل الإنساني". وبحسب الخبراء فإنه حتى الآن "ظل الجيش الحوثي (مليشياتهم) منيعاً أمام الاقتتال السياسي". صراع المتطرف والناعم لم يكن التقرير الأممي هو من كشف هذا الصراع، فقد ظهر الخلاف العميق بين أجنحة مليشيا الحوثي للعلن مع وصول ضابط الحرس الثوري الإيراني إلى صنعاء، حسن إيرلو، منتصف أكتوبر الماضي، وعمله في توجيه جناح صعدة المتطرف (الأسرة الحوثية القادمة من مران) لضرب جناح صنعاء (الحلفاء القبليين أو من ذوي السلالة الهاشمية) وإقصائهم من رأس هرم الوزارات والمحافظات والمناصب. ودخل الصراع الداخلي بين أجنحة المليشيات إلى مرحلة "كسر عظم" منذ مطلع 2020، لكنه تطور مؤخراً بالتصفيات والتهديدات بالقتل والإقصاء من المناصب. وأدت الصراعات إلى التخلص من 8 قيادات عملت إلى جانب الحوثيين وناصرتهم في إسقاط صنعاء وهم زعماء قبليون وقيادات أمنية وسياسية وإعلامية سلالية، بينهم وزير الرياضة في حكومة الحوثيين حسن زيد. وتوسع صراع الأجنحة الداخلية بصنعاء منذ مقتل رأس الأمن الوقائي، إبراهيم الحوثي، شقيق زعيم المليشيا، في أغسطس 2019، بتصفية غامضة في أحد المباني في حي حدة بصنعاء. فكرة "المغالبة" يرى المحلل السياسي اليمني فيصل الحذيفي أن الخلفية الفكرية للحوثية "هي امتداد للسلطة السياسية التي أقيمت في بعض من مناطق اليمن على فترات منذ نهاية الدولة العباسية"، مشيراً إلى أنها تقوم على فكرة "المغالبة". ويوضح فكرته قائلاً: "عندهم أن من استل سيفه وجبت طاعته، فلا يتفقون إلا أثناء وجود خصم خارجي قوي". وأضاف، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "لهذا فإن هذا الامتداد الفكري السياسي، لم يستقر في مناطق سلطته ولم يتجه زعماؤه إلى البناء والإعمار بسبب هذا الموروث". وتابع: "الخلاف بين أجنحة الحوثي قائم ووارد جداً، ولا سيما خلال هذه المرحلة الهادئة من المعركة في اليمن، ولعل الإيرانيين يدركون هذا الضعف، فيحاولون بحسن إيرلو إبقاء هذا الخلاف بعيداً عن السطح وإدارته". وأكد أن هناك بالمقابل "ضعفاً من قبل تحالف استعادة الشرعية في الاستفادة منه وتغذيته بما ينعكس إيجاباً على الوضع في اليمن، ويقلل تكاليف المعركة لصالح اليمنيين الذين ينشدون دولة منذ ست سنوات". أسباب الصراع ولعل الصراعات داخل جماعة الحوثي الانقلابية تكمن في عدة أسباب، أهمها تداخل الصلاحيات بين القيادات النافذة، والموارد المالية والحسابات الخاصة، إضافة إلى الخسائر في جبهات القتال التي أودت بمئات من المجندين وعشرات القيادات الميدانية. وبرزت داخل جماعة الحوثي أطراف عملت بشكل كبير على النهب والسلب في مناطق سيطرة المليشيا، وصل بها الأمر إلى الاستيلاء على المعونات الإنسانية التي توزعها منظمات حقوقية دولية على المدنيين المتضررين من الحرب، وكان أحد أسباب الصراع بين القيادات. وإلى جانب ذلك فإن الجناح الناعم داخل المليشيا، الذي يرحب بالتقارب مع السعودية، التي بدورها تطمح إلى ابتعاد الجماعة عن تبعيتها لإيران، يلاقي رفضاً من الجناح العقائدي المتطرف، الذي يسعى إلى البقاء تحت إدارة إيران، التي أولت هذه المهمة لإيرلو. وأبرز ما كان لافتاً هي الصراعات الطبقية بين القيادات التي تدعي انتماءها للسلالة الهاشمية من أبناء صنعاء الذين هيؤوا للانقلاب من وسط صنعاء، وبين من يدعون انتماءهم للسلالة الهاشمية القادمين من محافظة صعدة شمالاً، باعتبار أن هاشميي صنعاء أعلى طبقية من هاشميي صعدة، فيما يتمتع هاشميو صعدة بالسلطة والنفوذ والارتباط بإيران. مبالغ فيه في المقابل فإن الكاتب والمحلل السياسي اليمني كمال السلامي، يعتقد أن الحديث عن خلاف مهدد لقيادة عبد الملك الحوثي للجماعة المتمردة "مبالغ فيه، بالرغم من تأكيد التقرير الأممي لذلك"، موضحاً بالقول: "الخلاف بين قيادات جماعة الحوثي هو خلاف إجرائي حول الجباية والنفوذ، لكنه لا يمكن أن يأخذ بعداً أكبر من ذلك". ويتحدث لـ"الخليج أونلاين" عن سبب اعتقاده بذلك قائلاً: "جماعة الحوثي جماعة هرمية، ولا يمكن أن يتجاوز الصراع في مستوى معين المستوى الذي بعده، وفي كثير من الحالات كانت كلمة عبد الملك الحوثي هي الفيصل، وحسمت الصراع لصالح هذا القيادي أو ذاك". وأضاف: "على سبيل المثال، سبق أن حدث خلاف بين عبد الحكيم الخيواني الذي شغل منصب وزير الداخلية في فترة من الفترات، وبين الجماعة، انتهى بإقالة الخيواني، وتعيين عبد الكريم الحوثي، بدلاً عنه في منصب الوزير". وتابع: "إن كان هناك من خلاف حقيقي فباعتقادي أنه بين الحركة الحوثية وقادتها القادمين من صعدة، وبين القيادات الهاشمية التي كانت جزءاً من الأنظمة المتعاقبة، فهؤلاء يعتقدون أنهم أحق بالحكم، وينظرون للقادمين من صعدة على أنهم مجرد أدوات حرب، وهذا خلق ردة فعل أيضاً ورغبة في إقصاء هاشميي صنعاء".
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر