الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - رئيس الوزراء يلخص وضع اليمن أمام مؤتمر المانحين في الرياض (تقرير)
رئيس الوزراء يلخص وضع اليمن أمام مؤتمر المانحين في الرياض (تقرير)
الساعة 02:07 مساءاً (تقرير / المنارة نت )
نظمت المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة ، امس ، مؤتمر المانحين الافتراضي لليمن 2020، وقد ألقى رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك كلمة أمام المؤتمر، لخص فيها الوضع القائم في البلاد نتيجة الحرب والأزمات، وانعكاس ذلك على الجانبين الإنساني بدرجة أساسية، والاقتصادي بدرجة مهمة.

ويرى مراقبون أن كلمة معين دارت حول ثلاثة محاور رئيسية:

الأول:  الوضع العام ومأساويته الناجمة عن الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.

والثاني: جهود الحكومة الشرعية في مواجهة جائحة كورونا كوفيد19 والتي بدأت الانتشار في اليمن في ظل وضع عام متدهور.

 أما المحور الثالث:  فقد استعرض أبرز الجهود الداعمة لليمن لإيقاف التدهور الاقتصادي والإنساني، وكان أبرز الداعمين، إضافة إلى جهود بعض المنظمات الدولية، المملكة العربية السعودية سواء من خلال "الوديعة السعودية للبنك المركزي" أو الدعم الإنساني عبر مركز الملك سلمان.

وقد لمح الدكتور معين عبدالملك في كلمته، إلى العراقيل التي صنعتها أطراف أخرى، مثل ما يسمى بالمجلس الانتقالي في عدن، ما ضاعف  مأساة اليمنيين، مؤكدا  للمجتمع الدولي " أننا في اليمن نعاني الأوضاع الأصعب على مستوى العالم؛ بفعل الانقلاب والحرب والنزاعات، ونهب مقدرات الدولة من قبل الحوثيين في المناطق التي يحتلونها" وأضاف: "وبفعل الأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءً؛ بسبب الحرب، وانخفاض أسعار النفط العالمية التي قلصت المورد الشحيح من التصدير، وبفعل الأوضاع المضطربة في العاصمة المؤقتة عدن".

كما استعرض رئيس الوزراء ، ما قامت به الحكومة، لإبراز الشفافية، ما يجعل الشرعية تكسب أكثر ثقة المجتمع الدولي، والتشديد على ذكر التفاصيل يؤكد للعالم البناء الصحيح التي تقوم به الشرعية، وسط الأخطار، منعا لكارثة إنسانية تعمق من مأساة اليمنين، وتدين الأطراف الذين لا يألون جهدا في جر البلاد إلى الهاوية ودفع اليمنيين إلى المأساة أكثر.

تسخير الموارد لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية

وأكد إنه وبتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية ، عملت الحكومة على تسخير جل مواردها ومقدراتها لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في البلاد، من خلال دفع الرواتب، والتوسع في دفعها تدريجياً، ومن خلال دعم أسعار السلع الأساسية في كل مناطق اليمن، ومن خلال العمل على إيقاف تدهور سعر العملة.

تعنت المليشيات

إلا أن هناك أسبابا أفصح عنها، معين، تهدد ما انجزته الحكومة، وهي ، تعنت الحوثيين مع المنظمات الإنسانية وعدم استجابتهم لتوحيد الجهود لأسباب إنسانية لمواجهة كورونا، اضطراب الوضع في عدن، وكورونا نفسه: "كل ما سبق يهدد ما تحقق خلال السنوات الماضية، وما تم عمله طوال العام الماضي منذ انعقد مؤتمر الاستجابة في جنيف، والذي حققنا فيه قدراً يسيراً من التعافي باستعادة نشاط مؤسسات الدولة، وانتظام حركة الاقتصاد والتجارة، ودفع الرواتب والأجور، وإضافة قرابة مائة وعشرون ألف مستحقٍ جديد، بين موظف ومتقاعد في الدولة على المستوى الوطني، وخفض معدل التضخم.  

وجاءت كلمة رئيس الوزراء، متوافقة مع حرص الحكومة على مسؤولية الشعب، باعتبارها الممثل الوحيد عن الناس، ولهذا دعا "المجتمع الدولي للضغط على مليشيا الحوثي للتعاطي مع المبادرات والدعوات المقدمة من قبل الحكومة؛ لمواجهة مشتركة لهذه الجائحة التي تتهدد الشعب اليمني بفاجعة غير مسبوقة".

مبادرة صرف الرواتب

رغم أن مليشيات الحوثي لم تقبل أي دعوة الحكومة، للتنسيق في قضايا إنسانية، إذ ذكر رئيس الحكومة في كلمته تعنت المليشيا، حيث أوضح "أن الحكومة بادرت بالتعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيث على وضع خطة لتغطية المتبقي من رواتب القطاع المدني في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، من خلال تخصيص العوائد الضريبية والجمركية للمشتقات النفطية في ميناء الحديدة؛ لدفع الرواتب "لكننا فوجئنا بنهب الحوثيين للمبالغ التي تم تجميعها".

وقف إطلاق النار من طرف واحد

وبما أن العالم منشغل بمواجهة جائحة كورونا "كوفيد19"، فاليمن ليست بمنأى عن هذه المعركة، والمانحين أيضا، رغم الاستقرار الاقتصادي والأنظمة الصحية التي يعيشونها، فلم يجدوا حلا جذريا للقضاء على خطورة الفايروس المستجد، كيف باليمن الذي تعيش حربا وأزمات تختلقها مكونات مختلفة، ولهذا ظهر موقف الحكومة ورؤيتها، وتأكيدها على توجيهها "نداءات علنية متكررة للحوثيين من أجل توحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا، وتبني سياسة صحية موحدة، وتسخير كافة الامكانيات لمواجهة هذه الجائحة، وأعلنت من أجل ذلك مع تحالف دعم الشرعية وقف إطلاق نار من طرف واحد".

وأشار رئيس الحكومة  إلى أن "كل هذه المبادرات لم تَلقَ إلا التجاهل والرفض من قبل الحوثيين".

شحة الإمكانيات

وعرج، الدكتور معين بالأرقام، على شحة الإمكانيات لمواجهة كورونا، ما يجعل المساعدات الإنسانية ضرورية، حيث قال: "إننا نواجه كوفيد19 بأقل نسبة اختبار لعدد السكان، أقل من 100 فحص لكل مليون مواطن حتى الآن، ويوجد لدينا في حدود 150 جهاز تنفس، و500 سرير عناية مركزة فقط على المستوى الوطني، وقرابة 20% من مديريات اليمن الـ 333 ليس لديها طبيب واحد يغطي احتياجاتها.

الدور السعودي

ولم ينس الدكتور معين عبدالملك الدور السعودي الذي كان له الأثر الكبير على اليمن، للتخفيف من المعاناة الإنسانية وإيقاف التدهور الاقتصادي، وهو الدور الذي تقوم به السعودية على نحو دائم مع اليمن.

حيث جاء في سياق شكر الشرعية اليمنية "للأشقاء في المملكة العربية السعودية؛ الذين كان لعطائهم السخي من خلال الوديعة السعودية ودعم البنك المركزي اليمني الأثر الأكبر في إنجاح سياسات الحكومة، والأثر الإنساني الكبير على المستوى الوطني، والتي يحدونا الرجاء أن يتم تجديدها، ونعلق على هذا التجديد الكثير من الآمال؛ للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، وتوفر السلع الأساسية، واستقرار الاقتصاد في هذا الظرف الصعب.

وعبر رئيس الوزراء عن تقدير الحكومة اليمنية للمشاركين في هذا المؤتمر الهام، مقدما الشكر للمملكة العربية السعودية الشقيقة، على ما بذلته من جهود في التحضير للمؤتمر وحشد الموارد المالية للمساهمة في مواجهة التحديات الإنسانية التي يواجهها الشعب اليمني، والتخفيف من معاناته، وإعلانها تخصيص 500 مليون دولار؛ لدعم الخطة الإنسانية لهذا العام، و25 مليون دولار لجهود مكافحة كورونا في اليمن.

* قسم الرصد + "بصمة للإعلام"
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص