الرئيسية - محليات - كيف خسرت مليشيا الحوثي مدينة «ميدي»؟ .. وماهي الأسباب التي جعلتها تستميت لإستعادتها؟ ..«تقرير»
كيف خسرت مليشيا الحوثي مدينة «ميدي»؟ .. وماهي الأسباب التي جعلتها تستميت لإستعادتها؟ ..«تقرير»
الساعة 10:36 مساءاً (متابعات)

منذ انقلاب المليشيا على الشرعية في سبتمبر 2014م, وسيطرتها على العاصمة صنعاء توجهت جحافل المليشيا لتتوغل في المحافظات اليمنية واحدة تلو الأخرى , وبالأخص المحافظات الساحلية حجة الحديدة تعز عدن, وتمكنت من السيطرة على الموانئ والمنافذ البحرية.

 

مدينة ميدي كانت هي المديرية الساحلية على البحر الأحمر والمحاددة للأراضي السعودية, كان لها نصيب من بطش المليشيا الانقلابية,فسيطرت عليها أواخر العام 2014م, وأصبحت الملاذ الأمن والمنفذ المنقذ للمليشيا لتهريب السلاح والعتاد عبر البحر الى معقلها في صعدة, بعد تحرير المناطق الساحلية الجنوبية وقيام التحالف العربي بعاصفة الحزم.

 

 

أهمية إستراتيجية للمدينة

 

ونظرا لأهمية ومكانة مدينة ميدي الإستراتيجية وحدودها مع المملكة ومنفذ ساحلي, كانت تشكل تهديداً للملاحة الدولية ودول الجوار في المملكة, فسارع الجيش الوطني بتحرير ميناء ميدي من أيدي مليشيا الحوثي الانقلابية لدرء خطر تهديد دول الجوار وتأمين الملاحة الدولية , كما استطاع تحرير أجزاء وأحياء واسعة من المدينة وفرض حصار محكم على بقيه الأحياء الجنوبية التي لا زالت تتواجد بها عناصر ومجاميع من مليشيا الحوثي الانقلابية.

 

وتحاول المليشيا فك الحصار المفروض على عناصرها المتواجدين في الأحياء الجنوبية من مدينة ميدي, وتستخدم كل إمكانياتها للوصول إليهم وفك الحصار عنهم, إلا أنها تبوء بالفشل وتتكبد خسائر إضافية.

 

 

هجمات مستمرة

 

الجيش الوطني شن هجمات مستمرة على المليشيا الحوثية في مدينة ميدي وحرر أجزاء واسعة منها وعن طبيعة الهجمات يتحدث أركان حرب اللواء 82 العميد عبد الملك سعيد, قائلاً: شن الجيش الوطني عدة هجمات بإسناد وتنسيق مع التحالف العربي لتحرير ميدي وأسفرت تلك الهجمات في معظم الأحيان في تقدم ميداني وان كان بطيء إلا أنه استطاع في النهاية من تحقيق الهدف المرسوم للجيش الوطني, وتحرير الأحياء الشمالية والغربية والشرقية من المدينة.

 

وأضاف “بقيت بعض الأبنية في الأحياء الجنوبية بيد عصابات الانقلاب الحوثية استطعنا حصارها داخل هذه الأحياء الجنوبية من المدينة إلى أن تستسلم أو تموت.

 

محاولات يائسة لفك الحصار

 

وقال الرائد باللواء الثالث حرس عامر محمود: لقد ظلت المليشيا الانقلابية تشن هجماتها من وقت لآخر لفك الحصار عن عناصرها في ميدي إلا أنها وفي كل مره تعود خائبة ومكسورة الجناح نتيجة تصدي الجيش الوطني لمحاولاتها اليائسة في فك الحصار وليس ذلك فحسب بل وتكبيدها مئات القتلى والجرحى والأسرى, زاد من خسائرها في جبهة ميدي والتي تعد من أسوأ الجبهات تنكيلا بالمليشيا.

 

حيل وبدائل لن تجدي نفعا

 

بدوره أكد الملازم باللواء 25 سعيد المنيعي, عدم جدوى هجمات المليشيا في فك الحصار عن عناصرها في الأحياء الجنوبية للمدينة, واسترجاع الأحياء, المحررة جعل المليشيا تفكر بحيل وبدائل لفك الحصار عن ميدي فلجأت إلى حشو أجسام القذائف بالمواد التموينية والقات و”الشمة” وذلك من خلال إبعاد الحشوات المتفجرة عن القذائف في أماكنها وإطلاقها نحو الأحياء المحاصرة دون أن تنفجر أثناء ارتطامها بالأرض, ما يمكن وصول تلك القذائف المحشوة بالمواد التموينية إلى عناصرها المحاصرين.

 

المليشيا تستعين بخبراء لفك الحصار

 

وتستعين المليشيا الحوثية بخبراء أجانب إيرانيين ومن حزب الله اللبناني في حربها على اليمنيين و الجيش الوطني ،وثبت مقتل العديد من الخبراء الإيرانيين في جبهات عدة بغارات لمقاتلات التحالف العربي ونيران الجيش الوطني وبهذا الصدد يحدثنا المساعد باللواء الثاني إبراهيم مسعد قائلاً: يدرك الجميع أن المليشيا لم تكن لتستمر لولا الدعم الإيراني للميليشيات بالمال والسلاح والخبراء في كل المجالات .

 

وأضاف “أثبتت الأحداث بما لا يدع مجالا للشك حول دور إيران في إمداد المليشيا بالسلاح والمال من خلال القبض على عده عمليات تهريب في عرض البحر من قبل التحالف العربي والجيش الوطني والعثور على عملات مزورة كانت في طريقها إلى المليشيا في مأرب ولحج وغيرها .

 

وتابع قائلاً ” قامت المليشيا الحوثية بالاستعانة بخبراء إيرانيين وخبراتها في فك الحصار عن ميدي, الآن أن تلك الخبرات والأدوات فشلت أيضا في فك الحصار عن مليشياتها وتحاول من خلال تلك الطريقة إطالة أمد وبقاء, المليشيا داخل المدينة لحين إيجاد الفرصة السانحة لاسترجاع المدينة حسب اعتقادها,مستخدمة كل إمكانياتها وأساليبها وخبراتها لاسترجاع المدينة, من خلال الزج بالمئات من عناصرها في معركة خاسرة لن تحقق أي نصر فيها.

 

 

مصير مجهول ينتظر المليشيا في ميدي

 

وقال مسعد: مثلت آخر معركة للمليشيا في محاولتها استرجاع ميدي كم هي بائسة عندما ألقت بأكثر من ثلاثمائة عنصر ما بين قتيل وأسير وجريح ومفقود ويظل هذا هو السيناريو الذي ينتظر المليشيا في كل محاوله تخطوها لإعادة واسترجاع ما خسرته وليس ذلك في ميدي فحسب بل في كل الجبهات فهي لم تسترجع يوما شبرا خسرته بأي جبهة من جبهات القتال فيها.

 

وتعتبر مديرية ميدي إحدى مديريات محافظة حجة ويبلغ عدد سكانها 16604 نسمة, حسب إحصائية لعام 2004وتطل المديرية على البحر الأحمر في شمال غرب محافظة حجة وتضم أربع عزل، وبمساحه تقدر 60.95 كلم مربع,كما أنها تحادد المملكة العربية السعودية شمال المديرية, واحتوائها على ميناء بحري زاد من أهميتها الإستراتيجية.

 

فقد حطت المليشيا الانقلابية عينها على مدينة ميدي منذ محاولاتها التوسعية الأولى أثناء حروبها الست مع الدولة, وحين حاولت التوسع في المحافظات المجاورة لمعقلها صعدة صوبت عينها على مديرية ميدي ومينائها البحري كأقرب منفذ بحري بمعقل المليشيا في صعدة.

اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر