الرئيسية - تحقيقات وحوارات - مدرسة الجالية اليمنية بأديس أبابا.. أول مدرسة عربية في إثيوبيا وتتميز بمنهج مزدوج يشمل القرآن الكريم واللغة العربية
عمرها 70 عاماً
مدرسة الجالية اليمنية بأديس أبابا.. أول مدرسة عربية في إثيوبيا وتتميز بمنهج مزدوج يشمل القرآن الكريم واللغة العربية
الساعة 06:00 مساءاً (أديس أبابا / سامي الشاطبي  )
تعد مدرسة الجالية اليمنية بأديس أبابا واحدة من أهم المؤسسات التعليمية والثقافية العربية والتي تسهم بشكل لا اخذ او رد فيه، في نشر اللغة العربية في إثيوبيا..وضع لبناتها المغتربين والمهاجرين اليمنيين.

باتت المدرسة معلما تاريخيا وثقافيا وتربويا ومحجاً لكل من يهدف الى تعلم اللغة العربية اذ لم يقتصر دورها لأبناء الجالية اليمنية وحسب..تقع المدرسة في قلب العاصمة الاثيوبية اديس ابابا ..ويعد مبناها من المباني التي تركها الاحتلال الايطالي ابان مغادرته اثيوبيا نهاية الثلاثينيات من القرن المنصرم وتم اهداءه للجالية اليمنية من قبل الإمبراطور هيلاسلاسي.

فماذا عن هذه المدرسة ودورها واثرها في حياة اليمنيين المغتربين والمهاجرين على السواء..اهلا وسهلا بكم الى هذا التحقيق الصحفي.

بين يدي البدايات:

تأسست مدرسة الجالية اليمنية في أديس أبابا عام 1949م بهدف تعليم ابناء المغتربين اليمنيين المنهج العربي ونشر الثقافة العربية وقد توسعت اهدافها لاحقا لتصبح مدرسة لتعليم اللغة العربية للأجانب ايضا..شهدت اليمن في حقبة العشرينيات من القرن المنصرم موجه هجرات يمنية الى اثيوبيا ولان عدد المهاجرين والمغتربين كان كبيرا ما يتطلب توفير المؤسسات التربوية والتعليمية الكفيلة بالحفاظ على ثقافة ولغة ابنائهم تأسست الجالية وتبعتها مدرسة الجالية..ولكن لم يكن احدا يعلم بان المدرسة ستتوسع لتضم ابناء الجاليات العربية والاثيوبيين!

لمدرسة الجالية اليمنية رسالة سامية لا تنحصر في تعليم اللغة العربية لليمنيين ولأبناء اثيوبيا وحسب بل وتشمل ابناء الجاليات العربية بوعض الجاليات الافريقية والاوروبية التي يرغب ابناءها في تعلم اللغة العربية.

لقد أصبحت من المعالم المهمة في أديس أبابا التي اسهمت في تخريج المئات بل الآلاف من الاجيال من دارسي اللغة العربية.

تصحيح :

يقول أحد معلمي المدرسة ..ردا على سؤال حول تبعية المنهج الدراسي لبريطانيا، بأن ذلك غير صحيح ..إن مدرسة الجالية اليمنية تتبع منهجا مختلطا (يمني بريطاني إثيوبي) يتوزع حسب الفصول والمراحل الدراسية .. منهج من ايجابياته انه مزدوج يشمل تعليم اللغة العربية والقرآن وغيرها من العلوم المتعلقة باللغة العربية.. مشيرا الى ان هذا المنهج المزدوج يساهم بشكل اكبر في زيادة نسبة التحصيل العلمي لابناء الجالية اليمنية، اذ لم يعد مقتصرا على تعليم اللغة العربية وحسب.

صرخة :

وعن اسباب تصدّر المعلم الاثيوبي المدرسة يقول سالم عبد الله وهو احد اولياء أمور الطلبة، بأن المدرسة وهذا ما يأسف له المرء اغلب مدرسيها الآن باتوا أثيوبيين ولا يتحدثون اللغة العربية مطلقا وهو ما يشكّل مانعا امام تلقي الطلبة اليمنيين العلوم العربية والتي من شأنها التأثير على اداءهم حين يعودون الى وطنهم..ودعا سالم قيادة الجالية لمعالجة هذا الامر مقدرا شحة الامكانات التي تعيق الجالية من تحقيق الكثير من الأمل .

مدرسة أخرى:

في منتصف العام الماضي شهدت مدرسة الجالية اليمنية بأديس أبابا افتتاح مدرسة ثانية الى جانب الأولى مما زاد من اسهاماتها في نشر اللغة العربية .

إذ أفتتح القائم بأعمال السفارة اليمنية لدى أثيوبيا، السفير يحيى الإرياني، مدرسة الجالية اليمنية الجديدة،وذلك بمناسبة إحتفالات شعبنا اليمني بالذكرى الـ51 للاستقلال الوطني 30 نوفمبر 2018م.

وفي حفل الإفتتاح الذي شكل الى جانب احتفال يماني المهجر باعياد الاستقلال الوطني احتفالا بمناسبة افتتاح المدرسة، أكد الإرياني أهمية إفتتاح هذا الصرح العلمي في هذه المناسبة الوطنية العظيمة التي تستمد الأجيال من دلالاتها النضال والحرية .. منوهاً بعراقة الجالية اليمنية في اثيوبيا واهمية استمرار هذا الحضور وهذه العلاقة في إطار من الحرص والإحترام المتبادل .  وأعرب الإرياني عن شكره لمجموعة هائل سعيد أنعم التجارية التي تكفلت ببناء هذا الصرح العلمي، ومجلس الجالية وإدارة المدرسة على كل الجهود التى بذلوها في سبيل افتتاح هذه المدرسة ومتابعتهم لتوفير الشروط الملائمة لإنطلاق هذا المشروع والبدء بالعملية التعليمية.

كما القيت في الحفل كلمات الجالية اليمنية ومجلس السفراء العرب في أديس أبابا ووزارة التربية والتعليم الإثيوبية وإدارة المدرسة، أكدت مجملها أن إفتتاح هذا الصرح العلمي يؤكد ارتباط اليمن بالعلم والسير على طريق الحضارة باستمرار .

تخلل حفل الإفتتاح، العديد من الفقرات الفنية والوصلات الإنشادية الوطنية، وبازار خيري للمأكولات والأطعمة اليمنية والمنتوجات والمشغولات اليدوية الفلوكلورية، إلى جانب معرض لوحات للفنان التشكيلي رضوان الحميدي .

رؤية طموحة:

وذكر رئيس الجالية اليمنية بإثيوبيا في تصريحات سابقة.. بأن مدرسة الجالية لديها رؤية طموحة ترتكز على بناء قدرات الطلبة لخلق جيل ملائم لمتطلبات عصرهم بحلول 2030. مشيرا الى ان الرؤية تشمل المجتمع الاثيوبي والذي يوصف بشغفه لتعلم اللغة العربية .

مناشدة:

فيما يقول الأستاذ عبد الله الشرفي وهو واحد من قدامى المهاجرين المدرسين بالمدرسة، إنه عمل لعدة اعوام مدرسا للغة العربية وتخرج على يديه عدد من الطلاب منهم من وصل إلى مناصب حكومية مشرفة ومنهم من هاجر الى اوروبا. مؤكدا بان تحقيق هؤلاء الطلبة مستقبل زاهر لهم لم يكن ليتحقق لولا مدرسة الجالية اليمنية باديس ابابا.

هذا وناشد عدد من أولياء الامور والمعلمين التجار دعم مدرسة الجالية اليمنية لتكمل رسالتها التعليمية بصورة مستديمة ومستقرة.

* " منتهى نت "

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً