الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - مليشيات " الإنتقالي " تفرق بين المرء وزوجه.. وبين الإبن ووالديه (قصص إنسانية صادمة)
مليشيات " الإنتقالي " تفرق بين المرء وزوجه.. وبين الإبن ووالديه (قصص إنسانية صادمة)
الساعة 10:58 مساءاً (المنارة نت /متابعات )
بينما ترتفع الاصوات المناطقية المدعومة من بعض الدول المارقة والتي تنادي بطرد ابناء "الشمال" من "الجنوب"، بل وحتى بطرد ابناء المحافظة الجنوبية من المحافظة الجنوبية الاخرى، برزت الى السطح مآسي اجتماعية وانسانية من النادر ان يعرفها أي مجتمع اخر، ومنها قضايا الشماليين المتزوجين من جنوبيات أو العكس، والتي تمثل لها تلك الدعوات ضربة قاضية لنسيجهم الاسري والعائلي.

حيث بات الزوج الشمالي غير قادر على البقاء مع زوجته في الجنوب، ونفس الشيء بالنسبة للشمالية المتزوجة من جنوبي، وصار كلاهما مضطر للرحيل الى المكان الذي لا يفتك به فيه ولا يطرد منه، غير ان الدول المارقة ومليشياتها التي تستهدف وحدة اليمن وتحلم بتقسيمه وتشطيره لاتلقي بالاً هذا كله، فما يهمها هو الموانيء والممرات وحسب، وليذهب الشمالي والجنوبي وعائلاتهما الى الجحيم!

حصار في المنازل

أسبوعان كاملان قضتهما إيمان – المولودة لأب وأم شماليين – في بيتها في المعلا غير قادرة على الخروج خشية ان يتم الفتك بها، وبدا أن زوجها العدني لاحول له ولاقوة فيما آلت اليه الاوضاع، تقول ايمان" اصحاب الامارات "تقصد ميليشيات الانتقالي" يدوروا الشماليين ومش عارفة اخرج والاشتباكات جات كملت الناقص" ، ورداً على سؤالي حول ما اذا كانت النساء ايضاً معرضات للبطش، اجابت: " ولو نسوان والله ما يخلوا لي حالي وانا خايفة من جاراتي لا يحارشين عليا!" تقصد انها تخشى من جاراتها ان يقمن بالوشاية عنها.

350 قضية موثقة

وفي هذا السياق يقول المحامي "محمد الطايفي" – في حديثه للوطن نيوز أمس –أن قضية إيمان هي قضية الألوف من المواطنين في الجنوب ، مضيفاً بأن هناك 350 قضية موثقة يطالب اصحابها من الانفصاليين المتمردين، تركهم وشأنهم، وعدم اقحام قضايا الاسرة والنسب في الشؤون السياسية، بعد تحولهم إلى “بدون”، خاصة وأنهم جميعاً فقدوا اعمالهم وفرص تنقلهم ، بظهور مايسمى بـميليشيات الحزام الامني والمجلس الانتقالي.

غياب القيم والاخلاقيات

شاب من محافظة جنوبية، منطقة يافع، متزوج من محافظة شمالية، ويعمل في صنعاء بكل حرية، سألته: هل تفكرون بالرحيل ؟

فأجاب باستنكار شديد: من المستحيل أن نفكر بهذا، لقد تداخل الناس ديموغرافيا وأصبح من المستحيل مجرد التفكير بالرحيل الى المحافظات الجنوبية.

سألته مرة اخرى: وماذا لو عاملكم اهل صنعاء و المحافظات الشمالية بالمثل وطلبوا منكم مغادرة الشمال؟ فاجاب: نعلم ان هذا لن يحدث، الشماليون ياخي اهل "قبيلة" ولديهم اعراف وتقاليد اصيلة تمنعهم من طرد أي شخص يعيش بينهم حتى لو كان غريماً.

واضاف" بعض الجنوبيين ،ولا اقول كلهم، بالذات المدعومين من الامارات، لايعرفون معنى العادات والتقاليد رغم تكوينهم القبلي، وطرد امراة شمالية مثلاً من الجنوب قد لا يمثل عيباً بالنسبة لهم!

سخط الوسط الحقوقي

وأشارت القانونية "ندى غالب حميد" إلى أن بعض المنظمات والمراكز الحقوقية حالياً بصدد تبني حملة “أنا يمني ” لمناصرة الشماليين الذين تزوجوا من نساء جنوبيات أوالعكس، مضيفة أن الحملة بمبادرة من بعض الحقوقيين والناشطين، بالإضافة للمحامين الممسكين بملفات عدد من القضايا المرفوعة من الأمهات والأبناء ضد من قاموا بحرمان عائلهم من العيش معهم، واجبروهم على العودة الى الشمال وهم لا يملكون منازل هناك ولا سبل للعيش.

فرار جماعي

عصام علي احمد، أحد أبناء مدينة تعز ، يعمل سائق سيارة أجرة، ملامحه الجنوبية وبطاقته التي زوّرها ساعدتاه على الدخول إلى عدن، يؤكد على ان العديد من اصدقائه اضطروا لترك اطفالهم في عدن والذهاب الى تعز وصنعاء للبحث عن سكن يمكنهم من جلب عائلاتهم للعيش فيه مؤقتاً، مشيراً إلى أن ميليشيات "الانتقالي" تدقق في بطاقات الهوية لكل مار في الطريق، ومن يثبت انتماؤه إلى الشمال "يا ويله".!.

طلاق بالهوية

ويرى الناشط الجنوبي " معاذ" ان الشرعية يجب ان تعود الى عدن والمحافظات الجنوبية قبل تفكك النسيج الأسري هناك الى الأبد. حسب تعبيره. مضيفاً: وصل الأمر الى ان يقوم بعض الاباء الجهلة المغرر بهم باجبار ابنائهم على تطليق زوجاتهم الشماليات! .. ويتسائل: هل حدث مثل هذا الشيء في أي مكان في العالم؟

زوجي في صنعاء.. وانا في عدن

"هويدا" 32عام، تقول: انا من عدن وزوجي من "حراز" ، وقد بعت مجوهراتي لشراء قطعة ارض في كريتر بعد ان اتفقت انا وزوجي ان نعيش هناك، وبعد فترة ارتفعت قيمة الاراضي باع زوجي الارض مقابل مبلغ كبير سمح لنا بشراء بيت صغيرجاهز في الشيخ عثمان، لكن زوجي الان في صنعاء يبحث عن عمل بعد طرده من قبل الـ"........"، وانا في انتظاره هنا ولا اعلم كم سيطول الانتظار.

اعادوه للمرة الثانية

ويحكي "سعيد" 40عام، أنه حين أعيد من أول نقطة تفتيش على مداخل مدينة لحج، التي تتبع جنوب اليمن، كان عائداً لمزاولة عمله كطباخ في مدينة عدن، فاضطر للعودة إلى تعز في الشمال، لأخذ زوجته الجنوبية وأبيها، ليتمكن من الوصول إلى عدن بسهولة، لكنه اعيد للمرة الثانية هو وزوجته الجنوبية، بعد ان عرضت عليها الميليشيات ان تدخل عدن هي وابيها فقط، فرفضت!!.

فقدان الشعور بالانتماء

اخيراً وبينما يقول أعظم شعراء العرب "امرؤ القيس الكندي الحضرمي": "تطاول الليل علينا دمون.. دمون انّا معشر يمانون، ويقول الشاعر الجاهلي الكبير "عبد يغوث الحارثي": أبا كرب والأيهمين كليهما.. وقيسا بأعلى حضرموت اليمانيا"، مما يدل على فخر سكان جنوب اليمن القدامى بانتمائهم لليمن.

يرى المتابعون في مثل تلك التصرفات الخارجة عن الاعراف والعادات والتقاليد، والدين اولاً قبل كل شيء، دليلاً واضحاً على فقدان تلك الميليشيات لهوية الوطن والانتماء، وعدم تفريقهم هم وداعميهم بين الخلاف السياسي والمطالبة بالحقوق، وبين دكالتفريق بين المرء وزوجه، وارتهانهم لفكر دولة الامارات، التي يعاني اهلها من فقدان الهوية وانعدام التاريخ والحضارة.

*الوطن نيوز
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص