الرئيسية - ثقافة - مرثية "الشحاري" في رحيل رفيق دربه "الربادي"
مرثية "الشحاري" في رحيل رفيق دربه "الربادي"
الساعة 03:43 مساءاً (المنارة نت /متابعات )
في الذكرى السادسة والعشرون لرحيل الأستاذ محمد علي الربادي، رئيس إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، التي تزامنت يوم 6 يونيو الجاري، نعيد نشر مرثية الأستاذ يوسف الشحاري، عضو مجلس النواب ، في رحيل رفيقه "الربادي" بهذه المناسبة.

وجاءت قصيدة الرثاء ، تحت عنوان "النســــــر الــــذي هــــــــوى" :

كيفَ ألقَى سلاحَهُ وتوارَى

بطلٌ عاش عمرَهُ مِغْوارَا

كيف ألقى سلاحهُ وتوارى

من تحدَّى الأهوالَ والأخطارا

من رأيناهُ فارساً في الرزايا

والرزايا لا تسحقُ الأحرارا

شامخاً كالجبالِ ما لان يوماً

للمآسي ولا شكا واستجارا

لم يزده العذاب إلا شموخاً

والأصالاتُ ترفضُ الاندحارا

رُزئتْ في يديهِ كل المآسي

دامياتٍ والهولُ يُدمي الصغارا

يا رباديُّ أنت أتلفتَ روحي

فانتهتْ شهقةً وذابتْ أوارا

أنت علّمتني الأصالةَ صدقاً

وستبقى المحرابَ لي والشعارا

أنت علّمت زورقي كيف يمضي

شامخاً والعبابُ جُنَّ وثارا

أنت علّمت زورقي كيف يمضي

في الدياجي... يمزقُ التيّارا

أنت أشعلتَ في دمائي فداءً

يمنياً لا يعرفُ الانكسارا

أنت في مهجتي أبرُّ حبيبٍ

وستبقى العطورَ والأزهارا

أنت في مهجتي أبرُّ حبيبٍ

وستبقى لها الهوى والمزارا

أنت في مهجتي أبرُّ حبيبٍ

وستبقى مضمونها والإطارا

يا ضميرَ الضميرِ حراً أبياً

إن شعبي عليك يبكي جِهارا

يا نهارَ النهارِ إنكَ حيٌّ

في سلوكٍ قد جاوزَ الأقمارا

قد منحتَ البلادَ أنبلَ شيءٍ

الهوى والفؤادَ والأوطارا

كلّما عربدَ الدُّجى في بلادي

هبَّ يشقى الأنيابَ والأظفارا

كلما عربدَ الطغاةُ رأينا

فيه سيفاً لا يستسيغُ الضرارا

كلما عربدَ الفسادُ تجلّى

بطلاً ثائراً يزيحُ الستارا

عاشَ صوتَ الشعبِ العظيمِ وسـوطاً

يجلدُ الخائنينَ والأشرارا

عاشَ صوتَ المعذبينَ وناراً

يفضحُ الزيفَ حاقداً مكّارا

عرفَ الحُبَّ مهجةً تتسامى

في الملماتِ تمتطي الأخطارا

عرفَ الحبَّ مهجةً تترامى

في المنايا تُقارعُ الأقدارا

عرفَ الحبَّ مهجةً لم تجاملْ

ذاتَ يومٍ يميننا الغدّارا

عرفَ الحبَّ مهجةً لم تجاملْ

ذاتَ يومٍ يميننا واليسارا

أشرفُ الناسِ مَن يجودُ بصدقٍ

(يبذل الروح راضياً, مختارا)

شرفُ العمرِ أنْ نضحي بصمتٍ

في جلالٍ كي نغزلَ الأنوارا

أن نعيشَ الساعاتِ نوقظُ عزمـاً

خامداً أنْ نحطمَ الأنيارا

يا ربادي يا أصدقَ الناسِ قولاً

وضميراً وسيرةً ومسارا

يا ربادي إن الليالي عذابٌ

في حمانا يلوكُ فينا الصغارا

يا ربادي إنَّ الأعاصير تلغي

زائفَ الخطوِ تلفظُ الخوّارا

يا ربادي لن يجرحَ الرعبُ خطوي

قسماً لن ينوشَ مني زرارا

كم عرفنا من الرجالِ تهاووا

فانتهوا جيفةً وطاروا غبارا

كم عرفنا الكثيرَ صالوا وجالوا

أمسِ واليومَ أصبحوا سمسارا

وطنيون في (المتاكي) كلابٌ

في التقاريرِ يقتلون النهارا

وطنيون في (المتاكي) كلابٌ

في الحراساتِ لا يصونون عارا

أيها الشامخُ الأبيُّ ستبقى

أبداً شامخاً ولن تتوارى

أيها الشامخُ الأصيلُ مُحالٌ

أن ينالَ النسيانُ يوماً كبارا

لا يموتُ الرجالُ إلا وقوفاً

وإباءً وعزةً واختيارا

لا يموت الرجالُ إلا وقوفاً

ووفاءً يزاحمُ الأشجارا .....

* تصحيح وتنسيق فايز محيي الدين
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص