- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
الرئيسية - تحقيقات وحوارات - "المنارة نت" ينفرد بنشر اللقاء الخاص الذي أجرته قناة الغد المشرق مساء اليوم مع دولة رئيس الوزراء (حصيلة اللقاء كاملة)
"المنارة نت" ينفرد بنشر اللقاء الخاص الذي أجرته قناة الغد المشرق مساء اليوم مع دولة رئيس الوزراء (حصيلة اللقاء كاملة)
2019/04/26
الساعة 09:05 مساءاً
(خاص / المنارة نت )
قال دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، أن الناتج القومي لليمن وصل إلى 48%، وإن الوضع الإنساني في البلد يتفاقم بشكل كبير، في هذه المرحلة. مؤكداً بأن اليمن وقيادته السياسية ستتمكن من إجتياز كل هذه الظروف..
جاء ذلك في لقاء خاص أجرته معه قناة الغد المشرق ، مساء اليوم، وهذا نصه كما رصده " المنارة نت " :
المقدم: دكتور معين عبد الملك، أنت رئيس حكومة بلد يعاني من أكبر أزمة إنسانية في العالم، هل فكرت في هذا الأمر قبل أن تقبل رئاسة الحكومة؟
دولة رئيس الوزراء: أكيد، ليس بالوقت المناسب أن يتولى أحد الحكومة في هذا الظرف، هي أصعب اللحظات في اليمن، وصلنا الآن بالتدهور إلى مرحلة أشبه بمتوالية هندسية الرقم يتضاعف ووصل لانكماش في الناتج القومي لـ 48%، الوضع الإنساني يتفاقم بشكل كبير، على كل المستويات الوضع صعب في هذه المرحلة لكن هي معركة استعادة دولة، معركة يخوضها فخامة الرئيس وكل القيادات، هي في أصعب الظروف لكن سنتمكن من اجتيازها بإذن الله.
المقدم: أحيانا تشعر أنك غير محظوظ لأنك توليت هذا المنصب المهم في هذه الظروف.
رئيس الوزراء: لا أحد يختار الظروف، هذه أمور لا يمكن التحكم بها، كان أشبه بتسونامي، أو الحكومة تدير الدولة بعد اجتياح العاصمة بكل مؤسساتها المؤسسات المركزية، الكفاءات، القيادات الإدارية التي تراكمت وعندها خبرة، نحن الآن نبحث عن كل هذه الخبرات في كل مكان ونوفر لها كل سبل أو مناخ الإدارة الحقيقي الذي يساعدنا على استعادة مؤسسات الدولة، المعركة مضاعفة، معركة عسكرية، سياسية، معركة في المجال الاقتصادي، على كل الصعد.
المقدم: بالإضافة إلى هذه الأزمة الإنسانية التي تعد الأكبر في العالم، هناك من اليمنيين من يرى أن الأوضاع السياسية والأمنية في مناطق مختلفة في اليمن معقدة إلى حد أنه يصعب على أي رئيس الوزراء مهما كانت كفاءته من التعامل مع هذه التعقيدات.
الدكتور معين: طبعا التعقيدات مختلفة، الموضوع يحتاج قيادة، تعامل مع محافظين، مع سلطات محلية، مع أوضاع مختلفة، مقاومة في كل المدن وحرب في مدن مختلفة، وضع إنساني، نازحين بالملايين ثلاثة مليون و200 ألف نازح، لو زرت أي مخيم للنازحين ستدرك حجم هذه المأساة، قبل عام 2014 كنت أزور مناطق في ريف تهامة وتجد الفقر وحالة إنسانية صعبة، تخيل الآن بعد الحرب كيف الوضع في تهامة؟! الآن النازحين في تهامة موجودون في أبين ولحج وتعز وعدد من المحافظات الأخرى، ظروف معقدة، هنا كفاءة الإدارة أو رؤية كيف ستستعيد مؤسسات الدولة هنا التحدي الكبير.
المقدم: هناك نقطة أخرى مهمة كانت قبل أن تتولى أنت رئاسة الحكومة وهي أنه كثر الحديث عن الحكومة المتضخمة، أكثر من 30 وزارة وعشرات الوكلاء والمساعدين وما إلى ذلك في بلد النسبة الأكبر من سكانه يعيش على المساعدات الخارجية، سمعنا أيضا في نفس الوقت أن الدكتور معين عبد الملك كان عنده توجه بتقليص الحكومة، مر الوقت لم يتم تقليص أي شيء ولم تدمج وزارات، يبدو أنك لن تغير في مسألة هذه الحكومة المتضخمة.
رئيس مجلس الوزراء: عدة جوانب، هناك مفهومان يختلفان موضوع دمج الوزارات وهذه قصة يحتاج لها شغل مختلف إداريا أو التعامل مع ملفات أو حقائب بطريقة منهجية باختصار هذه الملفات بمجالس مصغرة، موضوع تقليص الحكومة كان مطروحا حتى من بعض القوى السياسية ومطروح في مجلس النواب من عدد من أعضائه، نحن اهتممنا خلال المرحلة الماضية بتقليص الإنفاق الحكومي كان هذا بالنسبة لنا الهدف الرئيس، وبالنسبة للأرقام لأن هناك أرقام للمقارنة بين ما كان يُنفَق على المشاركات والسفريات أو غيرها لأنه في الأخير الوزارات ليست بالأطقم الكبيرة التي كانت موجودة في صنعاء، هي وزارات مختصرة، إذا كان هناك توافق على تقليص الحكومة لا يوجد مشكلة في ذلك وسيساهم في تحسين أداء الحكومة، لكن حاليا نحن نركز على تقليص الإنفاق الحكومي وعلى أداء حكومي مختلف، أشبه بلجان أو مجالس مصغرة تدير عددا من الملفات، الانتظار دائما أن يصلح شيء معين أو حصول تغيرات معينة لن يساعدك على أن تعمل، في الأخير عليك أن تعمل بالموجود.
المقدم: مثلا وزارة السياحة في بلد لا يشهد سياحة وليس فيه سياح، وبدلا من أن يكون هناك سياح هناك مهجّرين ونازحين، ما أهمية وزارة السياحة في الحكومة التي ترأسها أنت؟
دولة رئيس الوزراء: هذا هو الهيكل الحكومي الذي كان متواجدا، هناك بعض الوزارات الآن ما زالت مهامها تنتظر حتى تأتي مرحلة أخرى، في الأخير نحن مركزون على الجوانب الخدمية أكثر على القطاعات التي تلمس بالذات المواطنين بشكل أكبر والجانب الاقتصادي.
المقدم: أنت ليس لديك خبرة- كما يقال- كافية في الدولة، كان عندك منصب سابق كوزير ولكن ليس لديك الخبرة الطويلة في الجانب السياسي أو في جانب الدولة ومع ذلك هناك من اليمنيين من أصبحوا على قناعة أن الخبرة وحدها لا تكفي لكي ينجز شيء في الدولة، النقاط التي لصالحك هي أنك شاب متحمس ولكن هل لديك رؤية قادمة في وضع البلد حتى عامين قادمين أو ثلاثة أعوام قادمة.
رئيس مجلس الوزراء: تفسيرنا لموضوع الخبرة بطريقة تقليدية، يمكن المعترك السياسي من 2011 إلى الآن مررنا فيه لما كنت عضوا في الحوار ورئيس فريق وعضو في لجنة الدستور وعضو في الحوارات السياسية إضافة إلى المهام التنفيذية التي توليتها، لو سألتني بشكل شخصي كم كنا نفكر في تطوير أداء الدولة كان هناك نقاش مع عدد من الخبراء أن الدولة خلال 6 أو 7 سنوات هناك توجه لتحويلها إلى دولة لا مركزية أو فيدرالية، كل النظريات التي كنا نفكر فيها الآن أتى الاختبار الحقيقي وهو منصبي الآن كرئيس حكومة ويعتبر كبير موظفي الدولة في إدارة جهاز حكومي وفي فترة حرب كما ذكرت في البداية وأصعب فترات اليمن كيف تدير استعادة مؤسسات الدولة والتوجه إلى.. لأن الإدارة جزء مهم والسياسة هي إدارة أيضا في إدارتك لكل.. يعني عندما تواجه مطالب في المحافظات والسلطات المحلية، قوانين قائمة وقوانين تحتاج تعديلا ولوائح، هذه الأمور كانت من الممكن أن تنفس الاحتقان، حتى بعد عام 2011 إلى 2014 كان يمكن للأداء الحكومي أن يخفف من هذه الاحتقانات، النخب السياسية يمكن تجاهلت أشياء كثيرة حتى جاء تسونامي، بالنسبة لي الخبرات التي تعلمتها من قامات سياسية كبيرة عملت معهم في لجنة التوفيق أو في غيرها من المنعطفات وهم من كبار رجال السياسة في اليمن تستطيع أن تقول إنه أعطاني بالذات خبرة سياسية في التعامل مع الملفات لأن هؤلاء أناس خدموا اليمن في فترة الشطرين وبعد الوحدة جربوا كل الآمال والطموحات عاصروا خيبات الأمل في فترات مختلفة، اليمن مرت بحروب كبيرة جدا كان الهدف كف نستطيع أن نصل إلى إطار يستطيع أن يخرجنا من مرحلة الحروب أو متلازمة الحروب والعودة إلى الاستقرار فهو معترك كان كبيرا منذ 2011 وإلى الآن.
المقدم: هل لدى الدكتور معين عبد الملك رؤية واضحة لحل هذه المشاكل المختلفة والمتعددة والكثيرة في البلد؟
الدكتور معين: كما ذكرت أن مشكلة إدارة الدولة في هذا الوضع يتطلب أن يكون لدينا رؤية في استعادة المؤسسات لأنها هي المدخل الحقيقي لاستعادة دور الدولة، ونستعيدها لكن ليس بنفس النمط السابق، الآن الناس تفكر بنفس الطريقة ما لم يكن لدينا طريقة أو فكرة مختلفة، نستطيع البناء على ما لدينا من لوائح ونظم وقوانين وما الذي نستطيع أن نطوره للتعامل مع وضع مختلف، بناء التوافقات هو الجانب المهم والمطلوب بشكل كبير في المرحلة القادمة حتى على مستوى السلطات المحلية، كثير من الأمور الآن تدار بطريقة مختلفة نتيجة اجتياح العاصمة، دور الحكومة الآن في عدن استعادة كثير من هذه المنظومة، خلال فترة 6 أشهر هناك تحسن ملموس هذا التحسن حتى في علاقة أو أداء السلطات المحلية في كثير من المحافظات فهذه الرؤية الآن تستند إلى استعادة دور مؤسسات الدولة، في كل مؤسسة هناك أناس صالحون أو كفاءات همّشت لفترة معينة لأسباب مختلفة بعضها ولاء وبعضها تعصبات معينة، والآن هناك دور لهذه الكفاءات في إعادة بناء هذه الأجهزة، لكن كما ذكرت يحتاج لها رؤية لأننا لن نستنسخ نفس الجهاز السابق ولن نكرر نفس الأخطاء فهي فرصة أيضا للبناء بشكل سليم.
المقدم: هل الحكومة بحاجة إلى إعادة هيكلة؟
رئيس الوزراء: الحكومة ليست كبيرة بالطريقة التي يتخيلها الناس، كل الجهاز المدني في حدود 475 ألف موظف، هذا ليس عددا كبيرا بالنسبة لـ 30 مليون نسمة، هناك دول تعاني من تضخمات أكبر، هناك جزء كبير سيخرج إلى التقاعد الآن وهناك فرصة كبيرة أن الجهاز هذا يُبنى بطريقة سليمة، الدولة بُنيت بطريقة مركزية وهذه إحدى الإشكاليات التي نتجت عن إدارة الدولة ونحن نعرف ما هي التداعيات قبل ذلك.
المقدم: يعني أنت تتعامل مع إرث ثقيل من الأخطاء، هل تشعر أحيانا أنك لم ترث من قبل إلا الأخطاء أو أحيانا هناك أشياء جيدة بالفعل من قبل حكومات سابقة ورؤساء سابقين في هذا البلد؟
دولة رئيس الوزراء: الموضوع ليس في الأخطاء بل التشخيص، يمكن أتيحت لي فترة ذهبية بعد 2011 أن أدخل في مرحلة التشخيص بشكل كامل يعني أنا من قبل أستاذ مساعد ومهندس ومخطط لكن تشخيص ما الذي يدور في جهاز الدولة أتى وقت الحوار الوطني ونحن ناقشنا كل المؤسسات وكل اللوائح والنظم والقوانين وأثناء بناء الدستور كنا نناقش كيف يمكن أن نتحول في كل شيء في موضوع المالية والخزانة وإدارة المؤسسات وكان لدينا بنية أسيء استغلالها، ليس كل ما كان سابقا سيئ، كانت هناك بنية من اللوائح وكانت الإشكالية في التطبيق، الآن تحدثت عن الأخطاء، إذا شخّصنا الأخطاء بشكل سليم نستطيع علاجها.
المقدم: استطعت تشخيص أبرز الأخطاء بشكل سليم؟
رئيس مجلس الوزراء: هي الإشكالية المضاعفة الآن والتحدي المضاعف أن هذا التشخيص كان قبل الحرب والآن معاك إشكالية كبيرة جدا وهي الحرب وهي حرب ليست عادية، مدن أحياء منها أطلال، وكما ذكرت في البداية النازحين 3 مليون و 200 ألف نازح، وتبني جهاز دولة وتحتاج أن تبني بطريقة رشيقة قادرة على التكيف، عندما تجد في مكان معين أن بعض المشتروات في الدولة تأخذ سنة أو سنة ونصف تكون قد انتهت بعض الأمور، موضوع الشفافية جزء كبير آخر في الحوكمة وإدارة الدولة وأحد المعايير التي نحن محافظون عليها وتوريد الحفاظ عليها أو تبني هذه المؤسسات بشكل جديد.
المقدم: من خلال قربك لبعض الشخصيات المهمة في هذا البلد، أنت شاركت أيضا في ثورة 2011 وأنت شاب طموح وما إلى ذلك، الآن هل يعتقد معين عبد الملك أنه كان بالإمكان تجنب هذه الحرب؟
الدكتور معين: أنا لست من أنصار كان أو لو، لكن كانت هناك مسارات وهذه الأخطاء التي مررنا بها هي التي فاقمت المشكلة، لكن لدي اعتقاد أنه بعد 2011 كان بالإمكان إدارة الأمور بطريقة مختلفة فيما يتعلق باستجابة تنفيذية سريعة، الحوارات السياسية شيء والإدارة شيء مختلف، طبعا كثير من الشبكات والمصالح والقوى والنفوذ فهمت موضوع التغيير بطريقة مختلفة وأرادت أن تمسك بها بقبضة حديدية، هذه المطالب ينبغي الاستجابة لها بشكل مختلف في إدارة الدولة وفي الحوار السياسي، مضينا في الحوار السياسي وتوقفنا في إدارة الدولة، بل بالعكس كانت بعض الممارسات لم تساعد في إعطاء إشارات حقيقية فيما يتعلق بالاستجابة إلى أمور معينة فيما يتعلق باللامركزية والحوكمة، هنا لا أسيء النية في بعض القوى السياسية لكن لم يروا الخطر القادم من الخلف بجماعة عنصرية أيديولوجيا بنت بناء طائفيا وتعمل على زعزعة الدولة.
المقدم: هل كان بالإمكان تجنب الحرب؟
رئيس الوزراء: هناك بذور للحرب كانت موجودة من قبل، عندما نتحدث عن الحوثيين لم يكونوا من 2011 هي بذور كانت موجودة من عشر سنوات سابقة، بذور موجودة في عمران وفي صعدة وبعض المناطق التي كان فيها تجريف حقيقي للتنمية وغياب لبناء الإنسان فتحول الموضوع إلى تجييش حقيقي، أنا ذهبت لصعدة عدة مرات أثناء الأبحاث التي كنت أقوم بها سابقا، مدينة رائعة لكن جرى اختطاف هذه المدينة في غمضة عين، كنت أعرف مشاعر أبناء صعدة الحقيقيين في المدينة تجاه الحركة الحوثية في ذلك الوقت في فترة الحروب الأولى، كانت تصلنا رسائل من عمران في الحوار الوطني تستنجد وأنا كنت رئيس فريق وكان هناك بريد تصله الرسائل وأقرأ بعضها من مواطنين كيف أنه لا توجد عندهم مدرسة في المديرية ولا وسائل للمواصلات، وهذا في عام 2013 في ذلك الوقت، هناك تفاوت في مناطق مثلا قطعت شوطا في التعليم وهناك مناطق ظلت من عام 1962 لم تشهد نقلة حقيقية، وجرى هذا التراكم وهذه البذور هي البذور الحقيقية للحرب.
المقدم: هناك من الأشياء التي يقدرها اليمنيون منذ توليت الحكومة أنك ضبطت مسألة انهيار العملة وصارت مستقرة إلى حد ما، لكن ظهرت أيضا إشكالية أخرى وهي من الأشياء التي لوحظت من قبل المواطنين والناس العاديين أنك نجحت بمنع تدهور الريال اليمني لكن في نفس الوقت ما زال هناك فيما استقر سعر صرف الريال أمام العملات الأجنبية ومنها الدولار أسعار المواد الأساسية في ارتفاع ولم تستقر، البعض يقول إن هناك بعض التجار ازدادوا غنى في هذا الوضع والفقراء ازدادوا فقرا هل الأمر كذلك أم مبالغ فيه؟
دولة رئيس الوزراء: دعنا نبدأ بجزئية الأسعار ونعود إلى سعر الصرف ثم المؤشرات التي تعطي ثقة في الاقتصاد بشكل عام وهذا الذي عملنا عليه خلال 6 أشهر، جزئية الأسعار هي تعتمد أيضا على العرض والطلب، من يوفر هذه السلع هم التجار وهم الذين يحتاجون العملة الصعبة بغرض الاستيراد، كانت هناك وديعة مقدمة من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية ساهمت في بناء الاحتياطي الخاص أو فتح الاعتمادات خاصة من هذه الوديعة السعودية، طبعا نحن نخوض حربا الآن مع الحوثيين الذين يسعون دائما إلى مفاقمة الوضع الإنساني لغرض سياسي، هذا جانب آخر مضاعف وتحدي مضاعف، طبعا الحوثيون عملوا في الفترة الأخيرة أنهم يضغطون على كل البنوك الموجودة في صنعاء ألا تفتح أي اعتمادات مستندية للتجار- تخيل وصل إلى هذا الحد- لخلق شحة في المواد الغذائية، هناك الآن مراقبة لكل التجار الذين أخذوا اعتمادات مستندية ومراقبة للأسعار، لكن علينا أن نتفادى حدوث شحة في المواد الغذائية لأنه إذا حصل عندك شح يحصل زيادة في الأسعار، مثلا الوقود عندما يكون متوفرا يكون السعر ثابت أو أول ما ينقص يطلع السعر مع إن السعر ثابت عالميا، الارتفاع نتيجة نقص المعروض، تجار المواد الغذائية دورة رأس المال عندهم أبطأ وأطول ونحن نحاول الحفاظ على شبكة التجار وتجار التجزئة لأنه لدينا عشرات الآلاف إن لم تكن مئات الآلاف من المنافذ التي توصل الغذاء للمواطن حتى في القرية، وهذه شبكة بنيت ومهم أن نحافظ عليها ونحافظ على السلع الأساسية الرئيسة المتوفرة بشكل كبير، هناك عدد من السلع الأساسية لم تشهد ارتفاعا بشكل كبير لكن هناك سلع أخرى أساسية ارتفعت بشكل مضاعف، الآن هناك عمل من الحكومة على مراقبة التجار، نوفر لهم تسهيلات لكن في المقابل نحاسب على التسهيلات التي أخذوها على أن نحرص ألا يكون عندنا نقص في المواد الغذائية لأن هذا سيفاقم ويرفع من الأسعار.
فيما يتعلق بأسعار الصرف والتي تعطي مؤشرا لاستقرار الاقتصاد وغيرها من المؤشرات لأنه يجب أن تحافظ على بناء احتياطيات من النقد الأجنبي لتساعدك في التدخل في بعض... هذه الأمور الآن مع تطور هيكلة البنك المركزي وكوادره وهناك عمل ممتاز مع الأمريكان والبريطانيين وغيرها من الدول مثل المملكة والإمارات في دعم قدرات البنك المركزي وأيضا هناك برامج لدعم المالية العامة للدولة، هذه المؤسسات المالية عندما تعمل بشكل جيد تكون مؤشرات الاستقرار أكثر ثباتا.
المقدم: بعض اليمنيين يرون أن هذا الدعم يبقي الأوضاع في حالة عدم الانهيار ولا يغير كثيرا من وضع البلد إلى حد كبير في عدن والمناطق المحررة، يعني مثلا في جانب الاحتياطي النقدي الموجود في البنك المركزي هذا بالكاد يجعل البلد لا ينهار.
رئيس مجلس الوزراء: نفرق بين ما سبق أو النقطة التي نحن واقفون عليها وما نريده أو ما نسعى إليه، مثلا رأيت الأوضاع كيف تدهورت في السودان العام الماضي فيما يتعلق بأسعار الصرف ولا توجد حرب في السودان، هناك دول كثيرة شهدت انهيارات في أسعار الصرف، نحن الآن ندير اقتصاد حرب، بمعنى أنه حتى الكماليات لا تدخل البلد، حتى تصرفات اليمنيين وسلوكياتهم لم تعد هي نفسها في الصرف كما كانت سابقا، مركزون على السلع الأساسية وهذا يتم لكن نسعى إلى جلب ودائع أخرى للبنك المركزي، أيضا دعم ما يتعلق بدعم الموازنة العامة للدولة نحن أنجزنا الموازنة وناقشناها أمام البرلمان وأقرت وهذا موضوع آخر بحيث لا نلجأ للإصدار النقدي المكشوف، لدينا سندات دين حكومية بمعنى أن يكون معنا خطة واضحة تعطي ثقة لأن كل ما تصدره من نقد أو ما تصدره من سندات دين هو مكشوف بالنسبة لكل المؤسسات المالية، لحد الآن الخطة التي نعمل عليها تعمل على الاستقرار، تمنع الانهيار لكن ما لم نحصل على ودائع جديدة على دعم للموازنة لن نستطيع الوصول إلى مرحلة التحسن.
المقدم: هل هناك إمكانية اقتراض؟
الدكتور معين: القروض تعني أن تكون مستوفيا لبعض شروط المؤسسات النقدية مثل مؤسسة النقد العالمية، لكن المنح أعتقد أننا نستحق موضوع المنح وهذا الموضوع سيناقش مع الأشقاء بشكل كبير.
المقدم: ما الذي يمنع الحكومة الشرعية من أن تقترض من دول أو من جهات لتسيير أمور الناس؟
رئيس الوزراء: لا يوجد مانع خصوصا بعد اكتمال عمل الموازنة والتئام البرلمان كسلطة تشريعية، في الأخير لدينا موازنة ولدينا عجز فيها، قد تكون القروض أحد الحلول لردم هذه الفجوة، وكمعلومة هامة الدين الخارجي يتناقص في اليمن وهذا المؤشر الإيجابي الوحيد لأننا نسدد الدين الخارجي ولا نقترض، نحن في هذا الوضع نسدد قروض شهرية من أقساط الـ IDA وهي مؤسسة التنمية الدولية، لأننا نأخذ منح من الـ IDA فيجب علينا أن نسدد قروض، في الأخير قل الدين الخارجي في حدود 300 مليون دولار خلال السنوات الماضية، الآن الدين الخارجي في حدود 6 مليار و800 مليون دولار، وهذا مؤشر جيد طبعا بالنسبة لدولة بحجم اليمن وعندها مؤشرات مستقبلية.
المقدم: الشيء المستغرب في هذه النقطة أنه كيف بلد يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم باعتراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ويسدد الديون، أليس هذا نوع من التناقض؟
دولة رئيس الوزراء: ليس كل الديون لكن في بعض المؤسسات، أنت تسدد الآن 10 تأخذ منحة بـ 50، بمعنى أن جزء من المنح التي تعطينا الـ IDA سنويا منح بمعنى أنا أسدد أقساط دين قديم لكن آخذ منح حديثة لعام 2019 و 2018، العام الماضي في حدود 200 مليون دولار أخذناها من الـ IDA ذهبت في الرعاية الاجتماعية ودخل منها في مشروع المدن الحضرية، الآن جزء من الطرق التي تزفلت في عدن أو مشاريع المياه التي يقوم بها جهاز خدمات المشاريع للأمم المتحدة هي أموال مدفوعة من مؤسسة التنمية الدولية، هذا نقاش كان في البنك الدولي وكنت في ذلك الوقت وزيرا للأشغال مع وزير التخطيط ووزير المالية في ذلك الوقت بمعنى أننا ندفع أقساطا لقروض سابقة لكن نحصل على منح سنوية لأننا دخلنا في مرحلة بدولة في حالة نزاع، حصولنا على قروض الآن هو مرهون بأننا دولة أعدت موازنة وحكومة وأعتقد أنه خلال الثلاث السنوات السابقة كان صعبا والآن بالإمكان إذا لم يكن لدينا أي بدائل أخرى، لأنه في الأخير عندنا نفقات حتمية كحكومة.
المقدم: هناك ضغوط تمارس عليكم كحكومة شرعية من قبل جهات مختلفة لكن المؤكد من قبل الأمم المتحدة لدفع مرتبات شرائح معينة مثل المعلمين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، هل تدفعون رواتب للموظفين هناك؟
رئيس مجلس الوزراء: هي ضغوط أخلاقية من جانبنا أولا لولايتنا كحكومة نحن نسعى لذلك، لكن نقول للعالم نحن لن نستطيع إلا إذا استطعنا تغطية هذ العجز في الموازنة لأنه إذا توسعنا وهو مطالب وحتى في آخر جلسة لمجلس النواب وهو جزء من توصياته وهو دفع الرواتب لكل الموظفين لكن ما هي حقيقة الإمكانيات لأنه في الأخير قد يحصل انهيار اقتصادي، خلال ستة أشهر مع التحسن الاقتصادي الذي طرأ استطعنا دفع المرتبات لشرائح معينة وصلت إلى حدود الـ 90 ألف موظف جديد دُفعت لهم مرتبات سواء كانوا في الحديدة أو القطاع الصحي في الجمهورية بشكل عام، حتى التأمينات والمعاشات التي كانت متوقفة في مناطق تحت سيطرة الانقلابيين استعيدت بشكل كبير وهي الآن تُدفع للشهر الثامن على التوالي، وهذا جانب إنساني في الأخير معاش تقاعدي هام للمواطن أو للموظف، الآن حتى المجتمع الدولي عندما يطالب بذلك نحن نتحدث الآن عن قطاع التعليم أكبر قطاع موظف في البلد ومهم حتى للحوثيين حتى لا يستغلوا توقف العملية التعليمية في التجنيد، فهذه كانت الجوانب الرئيسة..
المقدم: ولكن استغلوها؟
الدكتور معين: استغلوها بشكل أو بآخر.
المقدم: أنتم تمثلون كل البلد، حكومة شرعية على كل البلد وليس المناطق المحررة لذلك الضغط عليكم أكبر في موضوع الرواتب وفي مسائل من هذا القبيل، كم النسبة المئوية للرواتب من ميزانية 2019؟
رئيس الوزراء: تقريبا 40 أو 39% وكسر معين، هذا في حالة الموازنة كاملة لكن مع الإنفاق الفعلي مع نهاية السنة ممكن تشكل أكثر من 50% بمعنى أن الموازنة 3 تريليون هي موازنة تشغيلية لكل المحافظات، الرقم الكبير الخاص بالموازنة إيرادا وإنفاقا تشكل الرواتب منه 40%، لكن حقيقة في الفعلي دائما في آخر السنة.. لأنه بالنسبة لنا النفقات الفعلية أولا الموازنة ثم النفقات التشغيلية الحتمية، نفقات الرأسمالية أو الاستثمارية قليلة والمرصودة في موازنة 2019 يمكن المحطة الغازية الجديدة وبعض المشاريع التي نحتاج أن نعملها لنوقف نزيف الأموال التي تذهب في قطاع الطاقة.
المقدم: عندما تكون وزارة مثل وزارة التربية والتعليم ميزانيتها إذا لم أكن مخطئا بحدود 10 إلى 12% من الموازنة العامة للحكومة ونسبة 95% تذهب للرواتب فقط، معناه أن الوضع التربوي والتعليمي في البلد في وضع لا يُحسد عليه.
دولة رئيس الوزراء: وضع صعب جدا، لا يوجد أي أجهزة ولا توجد صيانة للمباني، كما ذكرت هي 95% هي ذاهبة للرواتب والإشكالية أن 95% هي رواتب، هناك كثير من المشاريع الآن قد تساعد في 2019 في إيقاف التدهور، لكن حقيقة التعليم يحتاج إلى موازنة ضخمة حتى نتلافى التدهور الذي حصل في الأعوام السابقة.
المقدم: وعود المانحين والجهات المعنية في اليمن لم يُنفذ منها الجزء الأكبر كما سمعت، أم أنه نُفّذ؟
رئيس مجلس الوزراء: الآن مساعدات هي إنسانية، كمانحين فيما يتعلق بإعمار أو مشاريع استثمارية كبيرة وبنى تحتية لا توجد، وعلينا أن ندرك الخلل الكبير الآن البلد 30 مليون نسمة، بنية الموانئ فيه تتهالك، المطارات، الطاقة الكهربائية، الطرق، وهي أساس أي تنمية لم يجرِ الاستثمار فيها وتوقفت كل المشاريع الاستثمارية ما قبل 2014، علينا أن ندرك حجم التحدي الكبير، بالنسبة للمانحين هناك الآن حشد لمساعدات إنسانية لكن الحشد لإعادة الإعمار ما زال متوقفا، الآن في عدن ما نقوم به من صيانة وشوارع هو صيانة بسيطة لكن الاستثمارات في البنى التحتية والمجاري والصرف ما زال بعيدا.
المقدم: أنت دكتور معين عبد الملك من مواليد محافظة تعز، أي منطقة في تعز؟
الدكتور معين: صبر.
المقدم: ما هو أكثر شيء اشتقت له في صبر، لا بد أن لديك ذكريات معينة في صبر شيء ما زلت تحن له من وقت لآخر على اعتبار أن زيارة هذه المنطقة صعبة؟
رئيس الوزراء: في 2017 زرت المنطقة إلى قمة الجبل، أشتاق لقرى قمم الجبال، نحن من رأس الجبل وهذه منطقة تعطيك شعورا مختلفا، شعورا بالتحدي، وهو شعور تعكسه معظم القرى اليمنية التي في رؤوس الجبال، تعطيك إحساسا أن جذورك قوية، تشعر بحضارتك.
المقدم: هل من صفات معين عبد الملك أنه يقبل التحدي؟
دولة رئيس الوزراء: الصبر والتحدي، ميزة كل يمني سكن الجبال والسهول والهضاب، ميزة هذه الحضارة..
إضافة تعليق
أخترنا لكم
اختيارات القراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر