- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
اندهش الناس على الساحل الغربي للولايات المتحدة، بعد أن رأوا في السماء فلكاً غريباً مُتحوِّلاً يتوهج في ظلمة الليل، يوم الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول 2017.
بدا الأمر كخيالٍ علمي، لكن تبيَّن أن الأمر لم يكن غزواً فضائياً محتملاً آو هجوماً كورياً شمالياً مفاجئاً، بل كان أثر صاروخ لشركة “سبيس إكس” لتكنولوجيا الفضاء، ينقل أقمار اتصالات صناعية إلى مدار الأرض، حسب ما ورد في تقرير لشبكة “سي إن إن“ الأميركية.
انطلق الصاروخ من قاعدة فاندنبرغ الجوية بوسط ولاية كاليفورنيا، ما أثار موجةً من الاندهاش لدى مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي عبر الولاية.
وكتب المدير التنفيذي لـ”سبيس إكس”، إلون ماسك، تغريدةً يمازح بها المتفرجين المُتحيِّرين من الغيمة الغريبة: “طبقٌ طائر فضائي نووي قادم من كوريا الشمالية”.
سبب الوهج الغريب
لكن الحقيقة أن هذه الغيمة أو الوهج الغريب كان بسبب التقاء عادم الصاروخ بالهواء البارد.
فحسب عالم الأرصاد الجوية، مارشال شيبرد: “يتعرَّض بخار الماء في عادم محرك الصاروخ مباشرة لدرجة حرارة باردة جداً على ارتفاع عالٍ. وتمثل شوائب العادم والحرارة المنخفضة الخلطة المناسبة لإحداث تلك الغيمة”، مشيراً أنها تشبه بالضبط ما تُخلِّفه الطائرات عندما تُحلِّق في السماء.
كان إطلاق يوم الجمعة هو الثامن عشر والأخير في 2017، الذي جعل “سبيس إكس” أكثر شركات الصواريخ الخاصة عملاً في العالم.
وتمثَّلَت مهمة الصاروخ في توصيل 10 أقمار اتصالات صناعية إلى مدار الأرض المنخفض لشركةٍ تُدعى “إيريديوم”، تُغيِّر شبكة أقمارها الصناعية الضخمة. وستُستَخدَم الأقمار الصناعية في نقل خدمات الاتصالات وتعقُّب مسار الطائرات، بالإضافة إلى مهام أخرى.
العودة مجدداً للأرض
واستغلَّ ماسك الضجة التي أحدثها مشهد يوم الجمعة، ليعلن عن خطوة “سبيس إكس” الكبيرة المقبلة، وهي إطلاقٌ تجريبي لصاروخها الضخم الجديد، المسمى “فالكون هيفي”. الذي سيُطلَق في يناير/كانون الثاني المقبل 2017.
إذ غرد ماسك: “إذا أعجبكم إطلاق الليلة، فبالتأكيد ستحبون فالكون هيفي في الشهر المقبل: 3 محاور صاروخية، ودفع أكبر بثلاثة مرات. محوران يعودان للقاعدة ويقومان باستعراضات جوية متزامنة. والثالث يعود لمنصة الصواريخ العائمة”.
ولنفهم هذا الكلام، تشير “المحاور الصاروخية” إلى المُعزِّزات في قاعدة الصاروخ، وهي التي تعطي الصاروخ الدفع الأوَّلي للإقلاع. وهدف “سبيس إكس” تحديداً هو توجيه تلك المعززات إلى الأرض مرة أخرى، لتهبط هبوطاً آمناً حتى يُعاد استخدامها في مهمات مستقبلية.
ويمتلك صاروخ فالكون هيفي 3 مُعزِّزات، أي أكثر من صاروخ سبيس إكس الحالي فالكون 9، بمُعزِّزَين، وستحاول “سبيس إكس” أن تستعيد جميع هذه المعززات.
أما منصة الصواريخ العائمة فهي السفينة التي ترسلها “سبيس إكس” للمحيط لتلتقط المُعزِّزات التي تطير بمسارٍ أفقي.
مرحلة جديدة في غزو الفضاء
وتُعتَبَر إعادة استخدام المعدات جزءاً من خطة سبيس إكس لتقليص نفقات الرحلات الفضائية، وهو الهدف الذي اقتربت الشركة بشدة من تحقيقه. فقد نجحت في إنزال صواريخ في 20 مناسبة مختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن صاروخ يوم الجمعة، الذي أثار اهتمام العالم، لم يُخطَّط له أن يهبط. لأن شحنة شركة “إيريديوم” كانت ثقيلةً للغاية، فقد اضطروا لاستخدام كل نقطة وقود في إطلاق الصاروخ ودفعه، لذلك لم يتبق أيٌّ منه لإعادة الصاروخ إلى الأرض. لذا تُرِكَ الصاروخ ليحترق في الغلاف الجوي.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر