الرئيسية - محليات - رئيس الوزراء: جماعة الحوثي لم تكن يوماً من الأيام مهتمة بحياة ومصالح الشعب اليمني
رئيس الوزراء: جماعة الحوثي لم تكن يوماً من الأيام مهتمة بحياة ومصالح الشعب اليمني
الساعة 02:22 مساءاً (المنارة نت )

أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك ان جماعة الحوثي، لم تكن يوماً من الأيام مهتمة بمصالح الشعب اليمني أو بحياته، سواء في المحافظات المحررة التي تقع تحت سيطرة الحكومة، أو حتى في المناطق التي تقع تحت سيطرتها. 

وأشار دولة رئيس الوزراء الى التقارير الأممية والمستقلة التي تشير إلى حجم الاختراقات والانتهاكات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي على كافة الأصعدة، والتي تفاقم المعاناة الإنسانية لشعبنا اليمني نتيجة لصعوبة الحياة الاقتصادية. 

وقال الدكتور أحمد عوض بن مبارك في مقابلة خاصة مع قناة العربية الحدث: الميليشيا تشن حرباً اقتصادية؛ دعك من مسألة ضرب المنشآت النفطية ومنع تصدير النفط، أو ارتفاع أسعار استيراد السلع، تعلم أن جزءاً كبيراً من استهلاكنا يأتي من الخارج، خاصة القمح، ارتفاع أسعار التأمين، ليس فقط في اليمن ولكن في المنطقة والعالم كله، زاد الوضع سوءاً، حجم الارتفاع في التضخم العالمي زاد بمعدلات تتراوح من 0.2% إلى 0.5%. عالمياً أكثر من 40% من التجارة بين الشرق والغرب، بين آسيا وأوروبا، انخفضت نتيجة لتصرفات هذه الميليشيا، هذه التصرفات كان لها انعكاسات كبيرة جداً على الشعب اليمني. بدون فهم طبيعة هذه الميليشيا والبعد العقائدي لها، من الصعب أن يفهم العالم طبيعة الصراع في اليمن أو يجد مقاربة حقيقية لمعالجة الإشكال في اليمن. لذلك، في كلمتي أمس، وأيضاً خلال لقائي مع الأمين العام ومساعده، شددت على الحاجة إلى مقاربة جديدة من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة. عشر سنوات مضت، كان بالإمكان تحقيق الكثير من النجاحات في المسارات المختلفة لو تم التعاطي مع الملف اليمني بشكل مختلف.

وحول القضية الفلسطينية، أكد رئيس الوزراء أن الشعب اليمني بكل فئاته وجغرافيته موقفه واضح تجاه القضية الفلسطينية. لكن استغلال هذه القضية العادلة لتحقيق أغراض سياسية قضية تسقط سريعا أمام أي حجة. التصرفات الحوثية في البحر الأحمر مثل نشر الألغام وتهديد الملاحة، كانت موجودة قبل الأحداث الأخيرة بسنوات. التقارير الدولية تؤكد وتشير بالتفصيل إلى القرصنة التي قام بها الحوثي من سنوات قبل الأحداث الأخيرة في غزة، لذلك، محاولة البعض ربط التدخل الحوثي ومحاولة إيران للعب دور في البحر الأحمر بالقضية الفلسطينية أو ما حدث في غزة غير صحيحة وهذه قضية تحتاج إلى مراجعة، ونحن مستبشرون خيرا بوقف إطلاق النار، لكن الاعتقاد بأن وقف إطلاق النار في غزة سيكون له تأثير مباشر على تعديل سلوك الحوثيين هو بمثابة إقرار بأن الحوثيين لم يتحركوا إلا انتصاراً للقضية الفلسطينية. لكن معظم أبناء شعبنا يدركون أن هذا الادعاء غير صحيح.

واضاف: الحوثيون الآن يعتقدون أنهم يلعبون دوراً إقليمياً مهماً نتيجة الأدوار التي أظهرتهم كطرف فاعل في المنطقة، خاصة بعد خسارة إيران للكثير من العواصم التي كانت تدعي السيطرة عليها. هذا يدفعهم لمزيد من الحضور والتأثير في اليمن.

وأوضح دولة رئيس الوزراء بأنه حتى قبل العمليات العدائية التي ضربت البنية التحتية في اليمن، حجم الآثار الاقتصادية الكارثية على الشعب اليمني فقط في ارتفاع الأسعار وارتفاع التأمين البحري كانت كارثية.. الحوثيون يمنعون انتقال السلع والبضائع بين المحافظات المحررة ومناطق سيطرتهم، ويفرضون جبايات غير قانونية، مما يجعل أسعار البضائع مرتفعة جداً، نحن كحكومة نهتم بكل أبناء شعبنا وبكل المواطنين كما نهتم بأبناء شعبنا في عدن وحضرموت والمهرة كذلك نهتم بأبناء شعبنا في عمران وصعدة وصنعاء، ونقوم بواجبات كثيرة جدا في تسهيل كثير من القضايا التي تخفف من معاناتهم، لكن هذه الميليشيات بأفعالها غير المدروسة تعقد الحياة والوضع الإنساني أكثر وتحاول استغلال هذا الأمر سياسيا، لكن داخليا هذه رهانات خاسرة.

وفيما يتعلق بمستجدات الناقلة النفطية "صافر" التي نقلتها الأمم المتحدة بتكلفة تفوق 140 مليون دولار ، وهل تم استخراج النفط منها، قال رئيس الوزراء: هذه واحدة من القضايا التي تؤكد ضرورة تغيير المقاربة الدولية. عندما أُثيرت قضية "صافر"، قلنا منذ البداية إن هذه مشكلة يمكن معالجتها بـ 5 ملايين دولار كحد أقصى، لكن المجتمع الدولي قبل أن يتعرض للابتزاز من قبل جماعة الحوثي لسنوات طويلة. الأموال التي جُمعت فاقت 100 مليون، ذهبت أدراج الرياح، ولم يتم استبدال السفينة، ولا تم الاستفادة من النفط، لا يزال الخطر البيئي قائماً، ولم نعد نسمع شيئاً عن صافر. الآن هناك عشرات السفن الأخرى التي أصبحت مثل "صافر"، مثل السفينة "جالاكسي" المنهوبة من قبل الحوثيين، والسفينة "زمار" التي تم قصفها من قبل الحوثيين. هناك الكثير من العمليات العسكرية المماثلة والقرصنة التي تحدث يومياً، ولم يعد أحد يتحدث عنها. لذلك، أقول إن هناك حاجة إلى مقاربة دولية جديدة وخطاب مختلف. لا يمكن تصور أن المجتمع الدولي بعد ما حصل في العامين الماضيين يستمر بالتعامل مع الحوثيين بناءً على سرديات خاطئة. سابقاً، كانوا يقولون إن هذه جماعة غير عقائدية، بل سياسية اجتماعية، كانوا ينكرون أنها بروكسي لإيران أو أنها تشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي والدولي. هذه السرديات سقطت بالكامل، وبالتالي، بسقوط هذه السرديات التي قامت عليها المعادلة والمقاربة السياسية والدولية سابقا؛ يجب إعادة النظر في التدخلات الواجبة لمعالجة القضية في اليمن. لا يمكننا النظر إلى الأزمة في اليمن فقط من منظور إنساني. إن لم يتم التعاطي مع الأزمة اليمنية من زوايا أكثر شمولاً (سياسية، أمنية، عسكرية، واقتصادية) وفهم حقيقي لطبيعة هذه الجماعة فلا يمكن إيجاد معالجة حقيقية للصراع في اليمن.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص