- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
لم تسلم حرمة شهر رمضان المبارك من انتهاكات مليشيات الحوثي الانقلابية، التي أفسدت روحانيته وحولت العديد من المساجد في محافظة إب، إلى لوكندات للمقيل والسهرات، وإلى منابر لنشر الكراهية والطائفية بكل الوسائل المختلفة ، في مشهد لقي استياءً واسعا في أوساط المواطنين.
ومنذ مطلع الشهر الفضيل، ومليشيا الحوثي لا تكف عن ممارساتها الطائفية والمذهبية في مختلف مديريات محافظة إب، وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها، إذ أنها ألزمت المئات من المساجد خصوصا في مدينة إب عاصمة المحافظة، وفي المدن الثانوية، بتركيب شاشات تلفزيونية، لمشاهدة كلمة لزعيمها تبث يوميا، بالإضافة إلى كلمة تسبق كلمة زعيم المليشيا وأخرى تلحقها في بعض الأحيان.
مقيل وسهرات
وحاولت المليشيا الحوثية، هذا العام والأعوام الماضية، منع صلاة التراويح ومضايقة أئمة المساجد والقائمين عليها، غير أنها فشلت فشلا ذريعا، الأمر الذي جعلها تحول المساجد إلى أماكن لجلسات القات وتبادل الأحاديث، خصوصا أثناء صلاة التراويح.
ومع إجبار مليشيا الحوثي لأئمة المساجد وللقائمين عليها بتركيب شاشات تلفزيونية، أجبرتهم على فتح المساجد للمقيل والسهرات، لسماع كلمة زعيم المليشيا ومضغ القات، وهو الأمر الذي يتنافى كليا مع المهام المسجدية، إذ صار المسجد أشبه بمجلس مقيل عام، يتم فيه مضغ القات وتناول المشروبات وتبادل النقاشات والأحاديث الشخصية وغيرها من الممارسات التي لا تمت بصلة لمهام المسجد وأماكن دور العبادة.
ومنذ اليوم الأول من الشهر الفضيل، أجبرت المليشيا الحوثية، أئمة ومؤذني المساجد، على تأخير وقت أذان المغرب عن موعده الرسمي بحسب التوقيت المحلي لمدينة إب، إلى ظهور النجوم في مسعى لإجبار المواطنين على الإفطار متأخرين بحسب المعتقدات المذهبية للمليشيا.
تأخير آذان المغرب
محاولة إجبار المليشيا لأئمة ومؤذني المساجد على تأخير وقت أذان المغرب، لم تنجح بالرغم من تهديداتها المختلفة، إذ أن المواطنين يفطرون قبيل أن يصدح الأذان من مكبرات الجوامع بخمس دقائق، وصار للناس وسائلهم المختلفة لمعرفة التوقيت المحلي، حيث جرى إنشاء جروبات في تطبيق "واتس آب" وغيرها من الوسائل لإشعار الناس بالتوقيت المحلي، حيث يتم تحديث وتحديد التوقيت يوميا لموعد أذان المغرب والفجر.
وقوبلت محاولة المليشيا الحوثية، نشر سمومها الطائفية وإجبار المساجد على فتحها لحضور عناصر المليشيا ضمن محاولاتها لاستقطاب المجتمع المحلي، قوبلت برفض كلي حيث أن جميع من يحضر مجالس المليشيا في المساجد من عناصرها أو الموالين لها أو من الموظفين في المرافق الحكومية ممن تقوم بتهديدهم بعقوبات مختلفة، أما بقية شرائح المجتمع فلم تستجيب لها، بل أن البعض صار ينفر من الذهاب إلى المساجد، بعد أن تحولت لمكان للمقيل أثناء أداء المواطنين لصلاة التراويح، وارتفاع أصوات عناصر المليشيا ما يشوش على المصلين ويذهب خشوعهم أثناء الصلاة.
مسجد بلال بن رباح بمنطقة "الصلبة" بمديرية الظهار بمدينة إب، أحد مساجد المحافظة، التي حولتها المليشيا لمكان يتجمع فيها عناصر المليشيا ويتناولون القات ويسهرون ليلا، في مشهد يومي، أجبر الكثير من أبناء الحي لعدم ارتياد المسجد والبحث عن مساجد أخرى، لأداء الصلاة فيها خصوصا صلاة التراويح بحثا عن الخشوع والطمأنينة في صلاتهم.
عبدالرحمن الحامدي، أحد رواد مسجد بلال بن رباح بمدينة إب، قال عندما تذهب لصلاة العشاء والتراويح في أول يوم من رمضان وأنت بذلك النشاط والروحانية فإذا بك تتفاجأ بمجموعة من المسلحين وقد حولوا المسجد إلى لوكندة لتناول القات ويتكلمون فيما بينهم بأصوات مرتفعة تسبب تشويش للمصلين.
وأضاف "الحامدي"، الناس بجانبهم يؤدون صلاة العشاء والتراويح، وهم يتناولون القات ويتبادلون الأحاديث، كم هو من شعور مؤسف ومزري حين تتخذ مساجد الله لتعاطي القات والسولفة.. فصلينا كأننا لم نصلي ".
منع مسابقات القران
أما محمد الحبيشي، فعلق ساخرا بالقول : "اليوم دخلت اصلي عِشاء فبدل ما اقرئ دعاء دخول المسجد قلت وريحهم" ـ وهي كلمة تقال لمن يتناول القات ـ، مضيفا : "كمية الاستفزاز كبيرة " في إشارة لممارسات المليشيا وتحويلها مساجد وبيوت الله إلى مقايل عامة لتناول القات والسهرات الليلية.
وفي منطقة "الدحثاث" بمديرية المشنة، جنوب مدينة إب، حولت عناصر المليشيا أجزاء من المسجد إلى مكان للمقيل والجلوس للاستماع لكلمات زعيم المليشيا والسهر والتخزين ليلا.
وبحسب أبناء منطقة الدحثاث، فإن مشرف المليشيا في منطقتهم المدعو "ميمون فيروز" منع إقامة مسابقة للقرآن الكريم داخل المسجد، وحول المسجد إلى مكان للمقيل والاستراحة لعناصر المليشيا، مهددا بعقوبات تطال من يفكر بإقامة مسابقة قرآنية لحفاظ القرآن من طلاب وأبناء الحي، حيث كان أبناء الحي ينظمون مسابقة سنوية لحفاظ القرآن الكريم بمختلف الفئات والأعمار، غير أن المليشيا منعتهم هذا العام وأفسدت عليهم صلاتهم بمجالس القات ورفع الأصوات أثناء الصلاة.
مسجد البر، أحد أهم مساجد محافظة إب، كان من أبرز أهداف المليشيا السيطرة عليه، نتيجة موقعه وزيادة إقبال الناس على الصلاة فيه، بالإضافة إلى سعته الكبيرة ووجود ملاحق عدة تابعة للمسجد، بعد أن سطت عليه المليشيا وحولته إلى مكان لإقامة دورات طائفية، وغيرها من الأنشطة الحوثية، حيث تقوم عناصر المليشيا بالتخزين في ملاحقه التي كانت مصليات لأبناء المدينة حيث كان يكتظ بالمصلين بشكل كبير خلال أيام وليالي الشهر الفضيل، غير أن سطو المليشيا عليه وتحويله لمنبر طائفي ومكان للمقيل، جعل الإقبال عليه ضعيفا مقارنة بالأعداد التي كانت تصل إلى المسجد خلال السنوات الماضية ـ قبيل الانقلاب.
إغلاق مصليات النساء
ولم تكتفِ مليشيا الحوثي بتحويل المساجد لأماكن للمقيل والسهرات، بل قامت بإغلاق مصليات النساء في مختلف مساجد محافظة إب، ضمن خطواتها الهادفة للتضييق على المواطنين ونشر الطائفية والمعتقدات الحوثية.
وقالت مصادر محلية بأن العديد من المساجد يتواجد بها مصليات للنساء كملحق ضمن ملحقات المسجد، غير أن المليشيا أغلقت تلك المصليات، بذريعة أن "المرأة لا يجوز لها الصلاة في المساجد"، في الوقت الذي قامت بتحويل مساجد النساء إلى أماكن لسكن عائلي، لعناصر تابعة للمليشيا الحوثية، ومنعت النساء من الصلاة في المساجد.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر