كشفت إحصائيات نفذتها منظمات إغاثة، عن تضرر 35 ألف أسرة يمنية، بسبب هطول الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة، الناتجة عنها، حتى الأسبوع الثاني من الشهر الحالي، معظمها من الأسر التي تقيم في مخيمات النزوح.

يأتي ذلك في الوقت الذي تتصارع فيه قيادات مليشيات الحوثي الانقلابية، على نهب المزيد من أراضي المواطنين واراضي الدولة ومنتسبي وزارتي الدفاع والداخلية، في مناطق سيطرتها. 

ورغم العدد المهول للأسر التي شردتها السيول، إلا أن مليشيات الحوثي لم تقوم بنجدة أي أسرة من تلك الأسر التي تدمرت منازلها وجرفت أراضيها الزراعية، بل واصلت المليشيات نهب الأراضي والجبايات الكبيرة من التجار والمدارس..

وحذرت منظمة «الفاو» من استمرار هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، مع توقع المنظمات الإغاثية بتضرر 20 ألف شخص آخرين حتى نهاية الشهر الحالي.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء أن الصراع المحتدم على الأموال بين قيادات المليشيات بلغ مستويات غير مسبوقة مع دخول الهدنة شهرها الخامس، حيث يتسابق هؤلاء على نهب الأراضي بحجة أنها إما أملاك للدولة أو أوقاف، تحت مزاعم إقامة مساكن لعائلات قتلاهم في الحرب.

كما كثف عدد من قيادات مليشيات الحوثي، من تحركاتهم لنهب التجار وأصحاب المدارس الخاصة والأهلية، المزيد من الأموال تحت مسمى التجنيد والعروض العسكرية..

وقالت المصادر أن الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بقدر ما شكلت انفراجة كبيرة للمدنيين فإنها أطلقت يد القيادات المتنفذة في الميليشيات لفرض مزيد من الجبايات طالت كل شيء حتى مدارس التعليم الأهلية، وتوسع البسط على الأراضي والمرتفعات إلى خارج مدينة صنعاء، بعدما استكملت قيادات الميليشيات نهب كل الأراضي وسط المدينة والمرتفعات المحيطة بها، ومعظمها كانت جمعيات سكنية لصغار الموظفين أو منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية.

وفي حين تنشغل قيادات ميليشيات الحوثي بالنهب، تفيد إحصائيات المنظمات الإغاثية بأن 35 ألف أسرة في 85 مديرية في 16 محافظة يمنية تضررت جراء الأمطار والسيول الناتجة منها خلال الفترة من 28 يوليو (تموز) وحتى 10 أغسطس (آب)؛ ما تسبب بمزيد من النزوح وفقدان سبل العيش.

وتوقعت المنظمات الإغاثية أن يتأثر ما يقرب من 20 ألف شخص بالفيضانات في الأراضي المنخفضة في محافظات الحديدة والمحويت وحضرموت وحجة ولحج وريمة وصعدة وصنعاء وشبوة وتعز، لا يزال جزء كبير منها يعاني من آثار الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة التي خلفت آلاف العائلات النازحة المتضررة وعشرات الضحايا المدنيين ومعظمها في مواقع ومستوطنات النزوح مع تضرر ملاجئهم وسبل عيشهم ومصادر المياه.

ودعت المنظمات إلى تكاتف الجميع ومد يد العون للمتضررين وعمل حلول سريعة لمواجهة كوارث السيول مادامت مليشيا الحوثي تغض الطرف تاركة المتضررين في مواجهة مع السيول.