نعى رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، المناضل محمد الرعدي، الذي وافاه الأجل عن عمر يناهز ال90 عاما.

وقال رئيس الوزراء ناعيًا الفقيد عبر منشور رصده محرر "المنارة نت" على حسابه الرسمي بموقع تويتر: يرحل مناضلونا الأوفياء وتبقى مناقبهم سيرة يهتدى بها.. لقد خسرنا بفقدان الأستاذ محمد الرعدي، مناضلا أصيلا من مناضلي الجمهورية الأوائل، وحكيما شجاعا، ومثقفا ودبلوماسيا واقتصاديا ترك إرثا تفخر به البلاد.

وأضاف: "أعزي أسرته والشعب اليمني برحيل هذه القامة الوطنية، تغمده الله برحمته ومغفرته".

السيرة الذاتية للفقيد:

محمد أحمد صالح الرعدي، مناضل واقتصادي ومؤلف ومترجم، ولد عام 1352 هـ / 1933 م في مدينة صنعاء، وفيها نشأ، وتعلم في مدارسها، ثم ابتعث للدراسة في لبنان مع أربعين طالبًا، فمكثت البعثة هناك عامًا واحدًا، ثم انتقلت إلى مصر، فالتحق الرعدي بثانوية (حلوان)، وحصل على الثانوية العامة سنة 1372هـ/ 1952م.

وبعدها انتقل إلى فرنسا للدراسة الجامعية، والتحق هناك بإحدى كليات الحقوق غير أنه لم يكمل دراسته الجامعية؛ لأن الإمام (أحمد بن يحيى حميدالدين) قطع المعونة المالية بسبب رسالة كتبها صاحب الترجمة مع بعض رفاقه للأستاذين: (محمد محمود الزبيري)، و(أحمد محمد نعمان) اللذين كانا يمثلان رأس المعارضة للحكم الإمامي الكهنوتي، ثم عاد إلى القاهرة عام 1384هـ/ 1964م والتحق بجامعة القاهرة، وحصل على بكالوريوس في الإدارة.

عمل مدرسًا في الكويت عام 1378هـ/ 1958م، وبعد قيام الثورة التي قضت على الحكم الإمامي عام 1382هـ/ 1962م تعين مديرًا عامًّا لوزارة الخارجية.

وفي عام 1384هـ/ 1964م تعين مستشارًا في السفارة اليمنية في بيروت، لكنه سرعان ما عزل من عمله هذا، ثم تعين عام 1385هـ/ 1965م رئيسًا للجنة الاقتصادية العليا في الحكومة التي رأسها (حمود الجائفي)، وبعدها تعين أمينًا عامًّا لمجلس الوزراء بدرجة وزير في الحكومة التي شكلها الأستاذ (أحمد محمد نعمان)، في نفس العام.

وتعين بعد ذلك رئيسًا لمصلحة الضرائب، ثم عاد إلى عمله في وزارة الخارجية وكيلاً للشئون السياسية.

وفي عام 1391هـ/ 1971م، تعين وزيرًا مفوضًا في السفارة اليمنية في باريس، ونائبًا للمندوب الدائم لدى منظمة (اليونسكو)، وفي عام 1395هـ/ 1975م تعين أمينًا عامًّا مساعدًا للجنة العليا للتصحيح المالي والإداري.

وفي عام 1396هـ/ 1976م تعين عضوًا في مجلس القضاء الأعلى، كما تعين عضوًا في اللجنة المشتركة المكونة من عدد من الوزراء والأمين العام للتصحيح ونائبه برئاسة رئيس الوزراء بهدف التنسيق بين الحكومة، وبين لجنة التصحيح.

وفي عام 1396هـ/ 1976م صدر قرار بترقيته إلى درجة سفير في وزارة الخارجية، وعمل رئيسًا للبنك اليمني للإنشاء والتعمير، وفي عام 1402هـ/ 1982م عضوًا في مجلس الشعب التأسيسي، وعضوًا في اللجنة الاقتصادية في المجلس لعدة سنوات، ونائبًا لرئيس مركز الدراسات والبحوث كما تعين مستشارًا لرئيس الوزراء.

وبعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 1410هـ/ 1990م أعيد تعيينه مستشارًا لرئيس الوزراء، ثم تعين عام 1414هـ/ 1994م سفيرًا لليمن في السودان، وفي عام 1417هـ/ 1997م أحيل إلى التقاعد.

مؤلفاته

ومن مؤلفات الفقيد، "القات السلوى والبلوى" وتضمن التعريف بشجرة القات، وأضرار تعاطيها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، صدر الكتاب عن مؤسسة (العفيف) عام 1412هـ/ 1992م، وترجم كتاب "من كوبنهاجن إلى صنعاء".

شارك المناضل الرعدي، في تأسيس جمعية الهلال الأحمر اليمني عام 1390هـ/ 1970م واختير أول رئيس لهذه الجمعية.

وانتخب بعد إعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية، أول رئيس لجمعية الصداقة اليمنية الفرنسية.

واختير عضوًا في مجلس أمناء مؤسسة العفيف الثقافية، وفي مجلس أمناء مدارس (أزال) التابعة لجامعة صنعاء، وعمل نائبًا لرئيس الجمعية الخيرية لشئون العائدين من المغتربين اليمنيين بعد قيام الوحدة اليمنية.

عُرف بالإخلاص والتفاني في عمله، وحقق شهرة سياسية كبيرة خلال عمله في السفارة اليمنية في باريس؛ عندما أشرف على سير قضية المبلغ الذي أودعه الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين) في بنك الهند الصينية، وقدره مليون ومائة وثلاثة وثلاثون ألفا وخمسمائة جنيه استرليني، وقد ادعى ورثة الإمام (أحمد) أن هذا المبلغ وديعة خاصة، وطالبت اليمن عبر الرعدي باستعادة هذا المبلغ باعتباره وديعة عامة، فصدر الحكم لصالح الحكومة اليمنية، ورقي الرعدي بعد هذا الحكم إلى درجة سفير.