أطلقت قوات الأمن بإسناد من التحالف العربي لدعم الشرعية عملية «السيل الجارف»، لملاحقة خلايا تنظيم القاعدة في محافظة أبين، وهي ثالث عملية أمنية تنفذها القوات المشتركة خلال أقل من شهر في المحافظات الجنوبية.

وأفادت مصادر أمنية في محافظة أبين لـ«الشرق الأوسط»، بأن العملية الأمنية التي حملت اسم «السيل الجارف» بدأت أول من أمس، بهدف تمشيط أوكار المتطرفين في مديرية المحفد ووادي «حمارا» حيث تتمركز خلايا التنظيم. وقالت: «إن قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، تمكنت أمس بإسناد من القوات الإماراتية، المشاركة ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، من مداهمة عناصر التنظيم في مديرية المحفد وتطهير أوكارهم».

وأفادت المصادر بأن العملية الأمنية التي نفذتها قوات الحزام الأمني في أبين بقيادة عبد اللطيف السيد، وقوات الحزام الأمني في المحفد بقيادة علي هادي الحبيطي، أسفرت أمس عن اعتقال زعيم التنظيم في مديرية المحفد، ويدعى صالح أحمد علي لكرع.

وكشفت المصادر أن القوات الأمنية خاضت مواجهات عنيفة مع عناصر التنظيم، قتل خلالها نائب قائد التنظيم في المديرية، ويدعى ناصر محسن باصبرين، في حين أسفرت المواجهات عن اعتقال ثمانية متشددين آخرين إلى جوار قائدهم. وأضافت: «إن عناصر القوات الأمنية انتشروا في مديرية المحفد ووادي (حمارا) وأقاموا نقاطا للتفتيش، بعد تأمين مختلف المواقع في المنطقة ذات التضاريس الجبلية، التي كان مسلحو (القاعدة) يقيمون فيها معسكرا للتدريب». وأكدت المصادر أن عملية «السيل الجارف» ستواصل مهمتها في تعقب عناصر التنظيم وخلاياها في مختلف مناطق محافظة أبين، بعد أن تمشط جميع أنحاء مديرية المحفد، التي تعد من أهم معاقل «القاعدة» جنوب اليمن.

وكانت القوات اليمنية بدعم من قوات التحالف العربي، تمكنت قبل نحو أسبوعين من تطهير وادي المسيني الواقع غرب مدينة المكلا في محافظة حضرموت، من عناصر «القاعدة» وأدت المواجهات خلال العملية التي أطلق عليها «الفيصل» إلى مقتل 31 مسلحا على الأقل. وقبل أيام تمكنت القوات اليمنية والتحالف، في عملية مشتركة أطلق عليها «السيف الحاسم» من تطهير مديرية الصعيد في محافظة شبوة من مسلحي «القاعدة»، وذلك في سياق الجهود الرامية إلى تثبيت الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة. وتمكنت القوات اليمنية بدعم من التحالف العربي من استعادة مدينة المكلا ومدن ثانوية أخرى في حضرموت في 2016، من قبضة التنظيم الذي كان سيطر عليها لمدة عام، مستغلا الانفلات الأمني الذي تسبب فيه الانقلاب الحوثي على الشرعية. كما أفضت جهود الأمن اليمني وقوات التحالف إلى تطهير أحياء واسعة في مدينة عدن، من العناصر الإرهابية عقب تحرير المدينة من مسلحي الحوثي، قبل نحو عامين. ومن وقت لآخر يشن مسلحو تنظيم القاعدة وعناصر الفرع اليمني من تنظيم داعش، هجمات انتقامية متكررة وعمليات انتحارية واغتيالات، لاستهداف عناصر الأمن والجيش والمسؤولين الحكوميين في مدينة عدن، وبعض المناطق الجنوبية الأخرى.

* الشرق الأوسط