الرئيسية - محليات - نكبة 21 سبتمبر الحوثية: اليمن في أسوأ الدول بحرية التعبير وصنعاء بلا صحف مستقلة.
نكبة 21 سبتمبر الحوثية: اليمن في أسوأ الدول بحرية التعبير وصنعاء بلا صحف مستقلة.
الساعة 11:42 مساءاً (المنارة نت / متابعات)
لم يسبق أن خلت العاصمة صنعاء من وسائل الإعلام المستقلة والمعارضة منذ إعادة توحيد شطري البلاد في الـ22 من مايو 1990 إلا بعد أن سيطر الحوثيون عليها في يوم النكبة الموافق لـ21 سبتمبر 2014، والذي أفضى لسيطرتهم على مؤسسات الدولة فيها وإعلان الحرب على اليمنيين لتثبيت انقلابهم بالقوة فأصبحت كل فئات المجتمع ومنهم الصحفيون ضحايا استهدافهم الوحشي والفاشي. حرب على الصحفيين بلا هوادة ومن اللحظة الأولى لدخولهم العاصمة التاريخية والسياسية، كان الصحفيون ووسائل الإعلام في قائمة المستهدفين فقصفوا مقر التلفزيون الحكومي وداهموا مقرات القنوا ت الحزبية والمستقلة واختطفوا الكثير من العاملين والصحفيين ونهبوا محتوياتها وأغلقوها وأنهوا عهدا عمره ثلاثة عقود من التجربة الصحفية الثرية والمتنوعة بعد أن أسستها دولة الوحدة. وبعد تدخل التحالف العربي يوم 26 مارس 2015، استجابة لطلب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي انقلب الحوثيون عليه، أعلن زعيمهم في خطاب تلفزيوني الحرب على الصحفيين واعتبرهم أخطر من المقاتلين ووضعهم في قائمة الاستهداف وكلف مليشياته بإدارة ما أسماها “الجبهة الإعلامية”. وقد مثّل ذلك الخطاب حالة غير مسبوقة في تاريخ دولة الوحدة لكنه لم يكن غريبا على الحوثيين وهم مليشيات تؤمن بالعنف للتغيير وتعادي الحريات وتعتبر كل معارض لها مستباح الدم والعرض والمال انطلاقا من نظريتهم السياسية المعروفة باسم “المذهب الزيدي الهادوي”،ولذلك تعرض الصحفيون لحرب لم تزل مستمرة أسفرت عن استشهاد العديد منهم واختطاف العشرات ومصادرة ممتلكات مختلفة وفصل الكثير منهم من المؤسسات الحكومية التي يسيطرون عليها. إن نكبة 21 سبتمبر مثّل إعلان حرب لاجتثاث الصحافة وحرية التعبير ودفنها والإبقاء على صوت واحد هو صوت الحوثيين وتقديس زعيمهم وبذلك أعادوا اليمن إلى أسوأ عصور التخلف والاستبداد تطبيقا لمشروعهم القائم على القضاء على المخالف السلمي وإنهاء أي هامش للحرية ولو كان محدوداً، لأن الحرية والعلم عدوهما الأساسي. وحتى اليوم لا يزال يرزح في سجونهم منذ ست سنوات أكثر من عشرة صحفيين حكموا على أربعة منهم بالإعدام بتهم سخيفة وأصبحت اليمن من أسوأ البلدان في حرية الصحافة وهذا هو الانجاز الذي قدمه الحوثيون بهذا المجال. وبهذا سبق أن صنفت منظمات حقوقية دولية الحوثيين في خانة واحدة مع تنظيم داعش الإرهابي في استهداف الصحفيين. الحوثيون أعداء الصحافة في تقرير لها صدر قبل أيام، قالت منظمة “سام” للدفاع عن الحقوق والحريات إنها وثقت أكثر من “1586” انتهاكاً ضد المدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية ومراسلي الصحف ونشطاء إعلاميين خلال ست سنوات من الحرب. وأطلقت المنظمة تقريراً حقوقياً بعنوان “مهنة خطرة” رصدت فيه الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون والمدافعون عن حقوق الإنسان في اليمن خلال الفترة 2014 – 2019، حوى أرقاما وثقتها المنظمة بالتعاون مع نقابة الصحفيين اليمنيين إضافة لقصص وشهادات وثقها راصدوها من خلال الاتصال بالضحايا أو ذويهم ومسئولي الوسائل الإعلامية المستهدفة ومنظمات المجتمع المدني. وقالت المنظمة إنها وثقت أكثر من “1586” انتهاكاً ضد المدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية ومراسلي الصحف ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والوكالات. وبالرغم من وجود فوارق واضحة بين عدد الانتهاكات المرصودة في العام 2015 مقارنة بالعام 2019، إلا أنها ماتزال مرتفعة بشكل كبير. وتعددت الانتهاكات التي رصدتها “سام”، ما بين القتل، والاعتداء الجسدي، والتعذيب حتى الموت، والإخفاء القسري، والاحتجاز التعسفي، والمحاكمات بسبب الرأي، علاوة على تدمير المؤسسات الإعلامية والعبث بمحتوياتها ونهبها، أو إغلاقها. وقالت “سام” كان العام 2015، أشد الأعوام قتامة بحق الإعلام في اليمن إذ رصدت “319” انتهاكا من بين ضحاياها “10” قتلى، يليه عام 2017 حيث سجلت “300” انتهاك من بين ضحاياها “3” قتلى، ثم عام 2016 حيث رصدت “205” انتهاكات من بين ضحاياها “10” قتلى، وفي عام 2018 رصدت سام “135” انتهاكا، وسجل العام 2019 أقل الأعوام حيث سجلت فيه “134” انتهاكا. وعن الأطراف التي ارتكبت الانتهاكات بحق العاملين في حقل الإعلام وأنشطة المجتمع المدني، قالت “سام” إن مليشيا الحوثي تقع على رأس قائمة المنتهكين بنسبة 60%، فيما ارتكب التحالف العربي ما نسبته 25%، وسجلت المنظمة 10% من الانتهاكات ارتكبها المجلس الانتقالي، وجهات أخرى بينها تنظيم القاعدة بنسبة 5%
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر