الرئيسية - محليات - بعد سنوات طويلة من الإهمال .. الذهب الأسود يعود إلى الواجهة في اليمن
بعد سنوات طويلة من الإهمال .. الذهب الأسود يعود إلى الواجهة في اليمن
الساعة 05:54 صباحاً (المنارة نت .متابعات)

تشعر في حراز، وهي مجموعة قرى في مرتفعات اليمن تعود إلى القرون الوسطى، أنك بعيدٌ تماماً عن الدمار الذي خلفته الحرب الأهلية في البلاد. وتُغيِّم صفوف السحب على الشرفات الخضراء بالزراعة وتعانق المنازل المتعلقة بجانب الجبل مثل خبز الزنجبيل، وتخلق هذه الظروف البيئية الفريدة بعضاً من أفضل أنواع القهوة في العالم.

تقول صحيفة The Guardian البريطانية، كان اليمن يصدر القهوة منذ القرن الخامس عشر، إذ سُميت القهوة بالشوكولاتة (الموكا) على اسم ميناء المُخاء في البحر الأحمر. ورغم أن نبات القهوة منشؤه إثيوبيا، فقد تطوَّر ليصبح على الشكل الذي يعطينا هذا المشروب الحديث على أيدي الأديرة الصوفية في اليمن حيث كانوا يشاركونه مع التجار والحجاج. وفي النهاية، شقَّت القهوة طريقها إلى القسطنطينية (إسطنبول الآن)، وبغداد، ولندن، مما أدى إلى ظهور المقاهي.

 

في يومنا الحالي تُقدَّر صناعة القهوة بحوالي 61.4 مليار جنيه إسترليني (حوالي 80 مليار دولار)، مما يجعل القهوة أعلى السلع التجارية قيمةً في العالم بعد النفط. لكن عقوداً من عدم الاستقرار السياسي تعني تذبذب توافر حبوب البن اليمني، لكن الآن عقدت حفنة من المزارعين والمصدرين العزم على استعادة سمعة مولد الذهب الأسود.

ال المزارع حسن أحمد السلول، 35 عاماً: “ظلَّت عائلتي تزرع القهوة هنا، لأكثر من 200 عام”. وأضاف: “كان لديّ متجرٌ لقطع غيار الدراجات البخارية في صنعاء، لكن عندما اندلعت الحرب، ركدت الأعمال، وعانيت لاستيراد القطع من الصين. فعدت إلى الوطن وقررت أن أجرب زراعة القهوة. أشعر بحرية أكبر هنا، والعمل مجز. إذا أحسنت إلى الأرض، سترد لك الإحسان”.

عانى اليمن طويلاً من مشكلاتٍ مزمنة في إدارة الموارد المائية، وهي مشكلاتٌ تتفاقم بسبب ولع البلاد بنبات القات، تلك الأوراق النباتية المخدرة الخفيفة التي يمضغها معظم الرجال. تُستَخدَم على الأقل نصف المياه المسحوبة من مصادر المياه الجوفية المنهكة للأغراض الزراعية في زراعة القات، وهو محصول سريع، ليس مثل الذرة، أو الشعير التي تحتاجها بشدة هذه البلاد غير المؤمنة غذائياً.

في حراز، يقرر المزيد والمزيد من السكان أن يزيلوا القات من الأراضي الزراعية أمام منازلهم ويتجهوا إلى زراعة القهوة بدلاً من ذلك، وهي خطوة قد تسبب ثورةً في الزراعة اليمنية. أزيلت حوالي 2 مليون شجرة قات في المنطقة وحلَّت محلَّها القهوة والذرة في العقد الماضي.