الرئيسية - محليات - "شلال" يبعث برسالة من تحت التراب!
"شلال" يبعث برسالة من تحت التراب!
الساعة 11:22 مساءاً (كتبت/ عبير الميسري )
كنت في طور التشافي بأن أفيق للحياة واعود لاخوتي والعب برفقتهم, وارتمي بحضن والدتي واخرج مع والدي لشراء بعض حاجيات منزلنا البسيط المتواضع.  

كنت سأتعافى قريبا بعد علاجات كنت اقتادها لايام طوال وبعد ألآم شديدة عصفت بجسمي ونخرت بعروقي.  

وبعد فترة استيقظت وأكلت الطعام وتعافيت نسبيا ورأيت ابتسامة والديي واحبابي بسعادتهم بأنني أفقت وتناولت غذاء, وذهبت الى منزلنا الصغير بدعوة من احدى الطبيبات اخصائية في قسم (أطفال/حروق) وسعدت ان أعود لارى اخوتي الذين افتقدتهم شهر فترة غيابي بمشفى الجمهورية ,الذي غيبني عنهم (حريق زيت) الذي مزق جلدي وأكل جسمي الرقيق صغير البنية الذي لا يتحمل الآلام. .  

صحيح لا يتحمل, ولكن لو وجدت أيادي طيبة تخاف الله في مراعاة الإنسان ولاسيما طفل فكان جسمي سيتعافى, اطباء لا تراعي ضمائرهم أداء رسالتهم الإنسانية والمهنية.  

بعد أسابيع من رقودي في مشفى الجمهورية بعدن, كنت لا أرى أي اهتمام من الدكاترة والممرضين ولامبالاة ولاسيما يومي الجمعة والسبت فالكل في إجازة ويتركونا دون اهتمام.  

إهمال حتى في تغيير القسطرات التي تتلوث نظرا لانتهاء صلاحيتها وبقائها لمدة طويلة ,فيضطروا أن ياخذوا قطعة من جلدي للقشط, وهذا سببه إلاهمال والا مبالاة في تغيير حتى القسطرة.  

خرجت الى منزلنا ودون مراعاة الهواء الذي سيصيبني في جهازي التنفسي, وكنت أشكو من ضيق التنفس في بداية الحريق,لان الحرائق العميقة تلتهم وتدمر خلايا الجسم قبل تفتيت الجلد, وتضاعف في نقص المناعة ,فلابد كان من تواجد طبيب اطفال عام في القسم ,فكان لايوجد طبيب مختص بالاطفال العام والصدر.. لتكون معاينة كاملة للطفل.  

لم يشعروا بضيق صدري وضعف التنفس الذي أعانيه منذ أن اصبت بالحريق ,وكان صوب اهتمامهم بالجروح أكثر من الخلايا الاساسية التي تتلف بعد الحريق.  

كنت أتألم واصرخ من ضيق التنفس والألم الذي بصدري, ولكن لايوجد من طبيب أطفال يعاينني.  

لحظة الموت اوشكت تقترب مني, فغادرت المشفى بسبب طلب طبية اخصائية بقسم اطفال الحروق الذي جعلتني أغادر وهي لاتعلم العواقب الصحية بان صدري يعاني من ضيق تنفس.  

هي طبيبة اخصائية فيجب الاهتمام بمعاينتي من عدة اماكن قبل التعرض للهواء ,لانها هي التي كانت تقول حالتي خطيرة ,ويمكن أن لا يستمر طفلكم على قيد الحياة, فكيف تنزلني من سرير المشفى وحالتي حرجة ,حتى طلبت الطبيبة من والدي بان اغتسل من ماء البحر, وماء البحر الذي فيه درجة الصودا عالية جدا, فكيف اغتسل وعندي ما زالت حروق عميقة, فهذا موت محدق.  

مناعتي ضعيفة ومتهالكة فكيف جعلتني أغادر المشفى وان خروجي سيعرضني لمشاكل صحية مضاعفة ووخيمة.  

هل سبب مغادرتي لأجل يضائل قسم الأطفال من الزحام عليه, أو ضجروا وضاقوا مني ومن عليلي, لكي يتم التخلص مني بطريقة آخرى .  

لا اريد المغادرة…فأنا متعب يا أبي ويا أمي,هل من احد يسمعني.  

كيف اطلع من المشفى وانا ما زلت اعاني من حروق عميقة وضعف في التنفس واطلع واتعرض لقوة دفع هواء ملوث.  

تارة تقول الطبيبة الحرائق ستأكل الخلايا الاساسية لانها حروق عميقة وقد تؤثر على خلايا الجسم الاساسية وانه يجب أن تقام عملية كشط للجلد, وفجأة تتوقف هذه الهراءات وتضمحل, وتارة تقول يجب أن يذهب الطفل يغتسل بماء البحر لاجل ازالة الجراثيم من الجلد, وتارة اخرى تقول يجب خروجه من المشفى ويعود الى البيت و يشم هواء وثم يعود الى للمشفى .  

هل هذا نجاح مهنة طبيبة ذو كفاءة…هل هذه انسانية…هل هذه قلوب ذو ضمائر حية التي شعارها اللامبالاة وعدم الاهتمام.  

غادرت المشفى إلى المنزل لاشم هواء مثل مقولة الطبيبة ,وعدت الى المشفى بعد عودتي من المنزل وحالتي ازدادت سوءا واختناق بالتنفس.  

والدي والطبيب كانا بجانبي رأني في تدهور بصحتي وتغيير بلوني ,وتألمت وشعرت بأن تنفسي يتقطع, والطبيب لم يستطع عمل شيء ,وقال الطبيب انقلوه فورا لمستشفى خاص بسيارة اسعاف, وفعلا حاول والدي أن ينقذني وهو برفقة الطبيب وكان الوقت متأخر في اخر منتصف الليل, ونزل والدي لكي نأخذ سيارة الاسعاف..اذ بمسؤل الإسعاف يرفض إعطاء السيارة لأسباب لا نعلمها..مع أن في ثمان سيارات تحت المشفى متوقفة وغير مستخدمة..  

ولكن والدي ابى بأن لا يتركني اموت وذهب بي والدي لمستشفى خاص بسيارة عادية لاتوجد بها مواد إسعافية واكسجين, واذا أشعر أنني سأفارق نور الحياة..واشعر بتنفسي يضيق أكثر …  

وداعا” يا ابي…وداعا” يا امي…  

وداعا” يا اطباء يا من اسميتكم ملائكة الرحمة وأتأسف للأطباء بانني سببت لهم ازعاج في مرضي ,والذين لم يقوون على علاجي وتحمل عليلي….  

وداعا “يا اخوتي, لا تنسوني وتذكروني ذكرى خالدة سببها إهمال وضمائر ميتة…لأنني عانيت ألم الحريق في جسدي وصدري..ولم يشعر بي أحد ..  

وداعا”…وداعا”..  

فارق الحياة الطفل شلال، وهو بين أحضان والده الذي لاحول له ولا قوة..  

لماذا الرفض يا سفاح..يا مسؤل الاسعافات ويا "منقذ الانسانية".  

السواد الأعظم والكارثة الأخلاقية والإنسانية التي عملها مسئول قسم الإسعاف في المشفى بحد ذاتها جريمة ..ويجب محاسبته ..وإن لا يتقلد هذه الوظيفة الانسانية ..  

قتلوا شلال مرتين ..عند خروجه من المشفى وهو في حالة حرجة…وقتل نهائيا عند عودته للمشفى ولم يجد سيارة إسعاف…  

ستحاسبون أمام الله إذا لم تستطع البشر محاسبتكم..  

واحمل مسؤلية موت الطفل شلال كلا من:  

1.اخصائية قسم الاطفال والممرضات.  

2.مسؤل الاسعاف.  

3.مدير مستشفى الجمهورية.  

4.الضمائر الميتة الصامتة عن كل شيء ..  

ونتمنى من مركز سلمان و هيئة الهلال الأحمر الاماراتي التي أشرفت على تحسين المرافق الصحية ولاسيما مستشفى الجمهورية..بأن تضع بصماتها الاساسية في توفير اطباء وبالذات بقسم الاطفال, واطباء أكفاء مهنيا” وذو ضمائر حية..  

لكي لا تتكر قصة شلال آخر , نحن لا نعلم ما يجري بين قضبان المستشفيات من كوارث انسانية..  

ونشكر الدكتور عثمان شجاع.. على ما بذله من اهتمام وإنسانية للطفل شلال ومع أي مريض ..والذي يشكل نسبة انسانية افضل من غيره ..ويتعامل بضمير وانسانية ..كان يحاول يصحح من أخطاء الأطباء ,عندما كنا نستشيره لبعض من جهل من الأطباء..  

ألف رحمة عليك ياطفلي شلال..  

وحسبي الله ونعم الوكيل في كل ضمير ميت ..
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر