أدان المركز اليمني للدراسات والإعلام الإنساني (اسكوب) في تقريره الصادر اليوم الخميس 28 ديسمبر 20177م الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي وصنفها كجرائم حرب بحق المدنيين في منطقة الحيمة بمديرية التعزية بمحافظة تعز والتي بلغت 340 انتهاكاً خلال أسبوع تنوعت بين قتل للمدنيين وإصابات بالقذائف العشوائية وزراعة الألغام وتفجير المنازل وترويع السكان وتهجيرهم من منازلهم بعد حصار دام ثلاث سنوات في ظل الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تشهده محافظة تعز جراء الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي منذ ثلاثة أعوام والحصار المطبق على المدينة وانعدام الأمن الغذائي والصحي الذي تشهده محافظة تعز المنكوبة.

 وأشار التقرير إلى أن  الانتهاكات التي تعرض لها أهالي منطقة الحيمة تزايدات بسبب رفض مشائخ وأعيان ينتمون لحزب المؤتمر الشعبي العام الانضمام لمليشيا الحوثي بحسب الدعوة التي قُدمت لهم مؤخراً, وعلى إثرها قامت مليشيا الحوثي  باقتحام القرية واستخدام كل أنواع الأسلحة لإرضاخ المواطنين ومارست ضدهم أبشع أنواع الانتهاكات. وذكر التقرير أن المليشيا  تمركزت في  المناطق المرتفعة ، وقد نصبت في هذه المناطق – حسب شهود عيان – مدافع الهاون والرشاشات المتوسطة والثقيلة والقناصين  ناهيك عن الدبابات بغرض القصف العشوائي لكل مساكن المنطقة ، الامر الذي تسبب بقتل محمد هاشم ، عبده علي محمد ، ردفان عبدالسلام وقد تم اخذ جثة الاخير بعد مقتله كما اصيب 13 مواطن بينهم امرأة و 8 اطفال ، وقد استمرت مليشيا الحوثي بممارسة أبشع صور الحصار لهذه المنطقة الذي تمثل بمنع دخول المواد الغذائية و تقييد حركة المواطنين   داخل القرية وإجبارهم على البقاء في البيت ومنعهم من الصلاة في المساجد واغلاق المنطقة بالكامل ومنع اسعاف الجرحى وبث الذعر والخوف بين المواطنين.

وندد التقرير باستمرار قصف مليشيا الحوثي للمنطقة بمختلف انواع الاسلحة الثقيلة والمتوسطة ،حيث تضررت( 4) منازل بشكل كلي اضافة لتضرر جزئي للمنازل المجاورة.

وذكر التقرير أن مليشيا الحوثي قامت باعتقال (8) اشخاص من قرية الشقب و (3) اشخاص من قرية الفودعية و (3) اشخاص من قرية الخمس و (3) اشخاص من قرية وادي عريق ليكون المجموع (20) شخصاً في حالة اختفاء قسري حيث لايعرف أماكن اعتقالهم؛ ولم تقتصر مليشيا الحوثي على القتل والتهجير والاعتقال بل اقدمت على تفجير منزلين احدهما للشيخ سعد الحربي والآخر ل محمد احمد سرحان بواسطة عبوات ناسفة بحسب شهود عيان.
ومع استمرار القصف العشوائي للمنطقة أدى الى نزوح (300) أسرة  هرباً من جحيم النيران حيث شهدت قرى ( الشقب وأكمة المدفن والحصن ودار الجلال والحجر والدهنة واللصبة والحبيل والعكد والسدق والحدافي ) نزوح أهاليها الى قرى مجاورة لهم (العباقي والذكرة والزاهر وادي الحاجب والجندية والعريق والخضيرة والراكان والبراعنة ومجموعة اخرى الى مناطق القاعدة ومفرق ماوية ) هرباً من الموت والذعر والخوف ولا تزال أسر عالقة غير قادرة على المغادرة من اشتداد النيران المحيطة بهم علماً بأن اغلب سكان هذه المنطقة من الاسر الفقيره حيث يعملون بالزراعة ورعي الاغنام.
وركزت مليشيا الحوثي قصفها على المنشآت الصحية والتعليمية بالمنطقة مما تسبب بإحراق الوحدة الصحية بالمنطقة واتلافها بشكل كامل اضافة الى قصف مدرسة عقبة بن نافع بالاسلحة الثقيلة وتدمير اجزاء منها .

وأوضح التقرير أن  مليشيا الحوثي أقدمت  على نهب ممتلكات خاصة لمواطنيين من الحيمة حيث تم الاستيلاء على (4) سيارات و دراجتين نارية، والاعتداء على مزارع المواطنين وقامت بتعطيل مضخات مياه الشرب . 
ولم تكتفِ المليشيات بذلك بل قامت بزراعة الالغام والذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف الاربع ، حيث اقدمت مليشيا الحوثي على زراعة الالغام في المناطق والجبال والطرقات المحيطة بالمنطقة لتمنع دخول او خروج المواطنين من و الى المنطقة حسب شهود عيان، ولازالت الالغام مزروعة بالطرقات والجبال مما ينبئ بكارثة كبيرة في حالة استمرار بقائها.

 ودعا المركز في ختام تقريره المجتمع الدولي للضغط على المليشيات بالالتزام بالقوانين والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.

كما ناشد المنظمات الانسانية بسرعة توفير مراكز إيواء للنازحين وتوفير الغذاء والمراكز الصحية في ظل الشتاء القارس والأوضاع المأساوية التي يمر بها النازحون من هذه المنطقة والذي يفاقم المأساة الإنسانية في تعز المحاصرة منذ ثلاث سنوات.