ارتدِّت تمثيلية المليشيات الحوثية بميناء الحديدة، مطلع الأسبوع الجاري، بنتائج عكسية على المستويين الشعبي والسياسي، وبدلاً من تمرير معطيات زائفة على المناصرين وجمهور الحوثي باتت الحادثة الفاضحة سبباً لإلحاق مزيد من الخسائر المعنوية مع انكشاف الخدعة وردود أممية صارمة. تحاول المليشيات الحوثية الحد من تداعيات الكذبة الكبيرة، التي وجهتها لجمهورها في الداخل لوقف نزيف المصداقية جراء الارتهان للوصاية بنظر أنصارها والتفريط بشعارات السيادة والقرار المستقل. مسرحية التسليم الهزلية وإعادة الانتشار بميناء الحديدة، يوم السبت، وبدلاً من أن تعيد ترميم الصورة المهشمة للمصداقية الحوثية كانت سبباً جديداً لمزيد من النزيف والانكشاف. ناشطون حوثيون ومحوثون فوجئوا بردود الأفعال الدولية المكذبة والنافية لصحة الروايات المسرحية، ودانت المليشيات بالكذب والتضليل، وهو ما ارتد على الجمهور الحوثي بالخيبة والمرارة مجدداً. "يبيعوننا وهْمَ السيادة، ويبيعونها لليهود والنصارى، ويمكنونا الموز لأمريكا.. اخسأوا يا خونة المسيرة"، علق ناشط حوثي لديه صور كثيرة من مشاركاته فيما يسميها "جبهات المسيرة الجهادية". وكتب وعلق ناشطون وإعلاميون بمواقع التواصل بكثير من الارتباك، وأولئك الذين انخرطوا في ترويج وتعميم المعطيات الزائفة لتمثيلية الميناء، عادوا متهمين في نظر المتابعين الذين كالوا الاتهامات بممارسة التزييف وخداع الجمهور والتستر على الارتهان بالمزيد من الفضائح التي عمقت أزمة الثقة والمصداقية. وتناولت تعليقات ناطق المليشيات محمد عبدالسلام في حسابه بتويتر بالكثير من الاتهامات، وتحول في نظر الناقمين إلى "مروج الدجل" و"سفير الارتهان" الحوثي لدى الرعاة الغربيين. وفي الوقت الذي تتذرع المليشيا بالحالة الإنسانية، رفضت وأعاقت فتح الطريق الرئيس لمرور قافلة إغاثة إنسانية من الحديدة إلى العاصمة صنعاء. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في حديثه للصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن المتمردين، المعروفين باسم الحوثيين، فشلوا في احترام اتفاقية فتح ممر "إنساني" بين الحديدة والعاصمة صنعاء، لتقديم المساعدة. وأعرب رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، الجنرال باتريك كاميرت، عن خيبة أمله لعدم فتح الطريق السريع بين الحديدة وصنعاء، كممر إنساني لتقديم المساعدات الإنسانية، على النحو المتفق عليه خلال الاجتماع المشترك الأول للّجنة. وحصدت المليشيات الحوثية، من خلال التلاعب والالتفاف، نتائج مخيبة كشفتها أمام الرأي العام والوسيط الأممي. بينما انفرد سفير بريطانيا لوحده بإعادة تبني وتشارك الإعلان الحوثي الزائف. وفي اجتماع مع ممثلي الحوثي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في ميناء الحديدة، عبر لهم الجنرال كاميرت عن خيبة أمله إزاء هذه الفرص الضائعة لبناء الثقة بين الطرفين. وكشف الجنرال باتريك كاميرت رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار بمدينة الحديدة وموانئها الثلاثة، في رد صارم على التلاعب والالتفاف الحوثي، حقيقة ما فعله وقاله خلال تواجده في ميناء الحديدة، السبت 29 ديسمبر 2018. وباشرت قوات المقاومة المشتركة، الأحد، تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق، وقامت بفتح الخط الرئيس كيلو 16 وأزالت الحواجز والكتل الخرسانية. وتعرضت القوات المشتركة لسلسلة من الاستهدافات النارية الحوثية في المدينة وفي الجاح.