الرئيسية - محليات - محرقة حوثية لأبناء قبائل الشمال في تهامة.. "تجارة" مشرفين ومشايخ!
محرقة حوثية لأبناء قبائل الشمال في تهامة.. "تجارة" مشرفين ومشايخ!
الساعة 12:15 صباحاً
في قرية صغيرة بناحية من همدان، شمال غرب العاصمة اليمنية، تحصي إفادات أهلية ما لا يقل عن ثلاثين قتيلاً خلال بضعة أشهر لا غير جلهم من الشباب دفعت بهم، رؤوس قُبُل استمالها الترغيب الحوثي، إلى محرقة يومية في جبهات استهلكت وأهلكت قوافل المخدوعين والمدفوعين إلى مصارعهم في صحراء ومزارع وساحل تهامة. مجاميع متزايدة من أبناء القبائل تُساق إلى مصارعها، في جبهتي حيس والتحيتا جنوب الحديدة، تزامناً مع فاعلية تقدم قوات تحرير مدينة الحديدة وتطويق المليشيات وقطع خطوط الإمداد عليها من ثلاثة اتجاهات. هذه ليست عمليات هجومية، إنها عمليات انتحارية صريحة تضحي بالأرواح كهدف بحد ذاته، في سبيل إحداث ضجيج ودوي قد يصرف المجهودات والانتباه عن طرق ومسارات التهريب وتمرير التعزيزات والإمدادات من الجنوب عبر الجراحي وحيس فزبيد وبيت الفقيه لفتح جبهات إلى الظهر من القوات المتقدمة لتحرير الحديدة والميناء. يوم الخميس، أيضاً، كان موعداً جديداً لمحرقة أخرى زجت المليشيات المقامرة فيها عشرات المسلحين المستقدَمين حديثاً في عملية انتحار تحاكي الهجوم -لكن دون أي هدف أو إمكانية لتثبيت مكسب ما على الأرض- من جهتي شمال وجنوب حيس. وكأن هؤلاء ذهبوا لموعد مسبق مع مصرعهم الأكيد، لاقتهم هناك قوات لوائي عمالقة ترابط عن قرب وأبادت وأسرت وجرحت العشرات، ومن بقي فر بجلده وتبخّرت المجاميع الجديدة، لتدفع المقامرة الحوثية بآخرين غدا إلى نفس المصير. صور من موقعي موقعة حيس ليوم الخميس بالقتلى والأسرى توثق شهادات حية وحقيقية حول استرخاص الحوثيين لحياة اليمنيين واستسهال التضحية العبثية والهمجية بأبناء القبائل وشباب القرى والعمال والأيتام، حشدتهم من أماكن متفرقة وألقتهم في مصير واحد. لم يكن معظم هؤلاء ولا سابقوهم على معرفة يقينية بما هم مقدمون عليه ولا إلى أين يساقون. البعض لم يكن قد غادر قريته أو مديريته ولا يعرف تمييز الجهات وأين تؤدي الدروب الليلية التي تسلكها عربات وسيارات وناقلات المليشيا، ليكتشفوا متأخرين أنها ليست نزهة وأن حماسة الزوامل لوحدها ليست كافية لتبرير انتحار جماعي ليس بمقدورهم التراجع عنه وإلا عوقبوا بالقتل. بين قتلين يجدون أنفسهم مرغمين على الانقتال عبثاً، ولأن المشرفين قبضوا الثمن سلفاً وسيعودون لجلب آخرين. بقيت جثث مرمية خلفتها العناصر المتبقية وفرت بجلودها. خذوهم لينقتلوا وعودوا لأخذ آخرين، هذه هي الخطة الوحيدة التي تنفذها برامج التحشيد ورفد الجبهات في حضر وريف المحافظات الشمالية. ولا يزال وجهاء وشيوخ قبليون يتجاوبون مع حملات من هذا النوع ويسوقون أبناء الناس إلى الهلاك. المواطنون يدفعون ضريبة تمتع أفراد قلائل بامتيازات الحضوة لدى مشرفي عبدالملك الحوثي ورسل الموت الذين يوفدهم لشراء الدماء بأثمان زهيدة تنتهي في جيوب شيخين ومشرفين.. وهكذا تستمر الحياة لديهم بشرط أن يستمر الموت لليمنيين. قبلها بيوم حدث هذا أو قريباً منه في التحيتا يوم الأربعاء وفي الفازة على خط الساحل.. في جنوب التحيتا زجت المليشيات بالعشرات إلى الانتحار هجوماً وتسللاً بغية الوصول إلى مركز التحيتا. لم يصلوا أبداً. ومن بقي فر تحت نيران كثيفة صدتهم وردتهم مدبرين ينشدون مفراً آمناً. وفي الفازة العشرات وجدوا أنفسهم يندفعون في عراء وأرض مكشوفة قيل لهم ستقطعون خط الساحل/ الفازة (..) وتصدت لهم كتيبة تهامية تابعة للمقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" بقيادة عبدالباري النور. وقبلها وقبلها.. سيناريو يومي مأساوي تكرره المليشيات التي تحاول فقط إشغال القوات والمراقبة عن النظر إلى طرق جانبية ونائية بعيداً في الداخل تحتاج.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر