- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
منذ بدأت مليشيات الحوثي الإرهابية، هجماتها على السفن في البحر الأحمر، أدرك العالم حقيقة الأهمية الاستراتيجة لمضيق باب المندب.
وفي ظل المخاوف من استمرار هجمات مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، على الملاحة الدولية، في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، عاد قراصنة الصومال من جهة أخرى لممارسة استهداف السفن، ليصبح الطرفان (الحوثيون وقراصنة الصومال) يخنقان المضيق الدولي الإستراتيجي، مما زاد من مخاطر إنهيار المنضومة الأمنية في المنطقة، وارتفاع تكاليف شحن السفن، وضاعف من تهديد الحياة المعيشية لليمنيين.
تصاعد الهجمات
ومنذ نوفمبر الماضي، شهد باب المندب والبحر الأحمر بصفة عامة، تصاعدا لهجمات مليشيات الحوثي على السفن التجارية، ما أدى إلى تعطيل طريق تجاري عالمي رئيسي.
وفي الشاطئ الآخر من باب المندب، كثفت الشرطة البحرية الصومالية دورياتها لملاحقة القراصنة الذين عادوا إلى سيرتهم الأولى.
وكانت قد بلغت هجمات القراصنة الصوماليين، على السفن أكثر من 350 هجوما بين عامي 2010 و2015، لكنها تراجعت بشكل كبير منذ ذلك الحين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الدوريات التي تقوم بها القوات البحرية الأميركية وغيرها من القوات البحرية الحليفة.
أهمية باب المندب
يعد مضيق باب المندب، بوابة رئيسية للبحر الأحمر، ويتصل بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، ويشكل حلقة مهمة في الطريق التجاري البحري الأقصر والأقل تكلفة، الذي يربط شرق آسيا بأوروبا.
ويتمتع المضيق بأهمية إستراتيجية واقتصادية وعسكرية كبيرة، الامر الذي جعله مطمع للكثير من الدول والقوى العالمية، وساحة للصراعات الإقليمية والدولية على مدى التاريخ.
ويقع مضيق باب المندب في المياه الإقليمية اليمنية، ويحده من الجانب الإفريقي جيبوتي، وهو ممر بحري طبيعي هام يصل بين البحر الأحمر وخليج عدن المطل على المحيط الهندي.
ويبلغ عرض المضيق نحو 30 كيلومترا، من رأس منهالي على الساحل الآسيوي اليمني، إلى رأس سيّان على الساحل الإفريقي الجيبوتي.
فيما تقع جزيرة بريم (ميون) اليمنية في مدخل المضيق الجنوبي، وتقسم المضيق إلى قناتين، الأولى قناة "إسكندر" وتعتبر الأصغر بين القناتين، وتقع إلى جهة الشرق بمحاذاة البر اليمني، ويبلغ عرضها 3 كيلومترات وأقصى عمق لها 30 مترا، فيما تسمى القناة الثانية "دقة المايون" وهي القناة الأكبر، وتقع غربا متاخمة للسواحل الإفريقية، ويبلغ عرضها نحو 25 كيلومترا وعمقها 310 أمتار.
ونشأ ممر باب المندب، نتيجة تباعد أفريقيا عن آسيا بالحركة البنائية للصدع السوري الإفريقي، الذي كوّن البحر الأحمر في أواخر الحقبة الجيولوجي الثالث في عصري الميوسين والبليوسين.
وزاد في أهمية المضيق، أن عرض قناة عبور السفن فيه، والوقعة بين جزيرة بريم والبر الإفريقي 16كم وعمقها 100 - 200م، مما يسمح للسفن وناقلات النفط بعبوره بسهولة على محورين متعاكسين متباعدين.
وازدادت أهميته بوصفه واحداً من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي.
الطريق البحري الأقصر
كما زادت أهمية مضيق باب المندب، اكثر، مع افتتاح قناة السويس عام 1869، حيث أصبح يشكل إحدى الحلقات المهمة للطريق البحري الأقصر، الذي يصل بين شرق آسيا وأوروبا.
ويحتل مضيق باب المندب المرتبة الثالثة عالميا من حيث عبور موارد الطاقة، بعد مضيقي ملقا وهرمز، حيث تمر منه معظم صادرات النفط والغاز الطبيعي من الخليج العربي، التي تعبر قناة السويس أو خط أنابيب "سوميد". ويقدر عدد السفن التي تمر عبر المضيق بأكثر من 21 ألفا سنويا، بما يعادل 57 سفينة يوميا.
وبحكم إمتلاك اليمن لجزيرة بريم(ميون) ووقوع المضيق في المياه الإقليمية اليمنية، فإن لها الحق الشرعي والقانوني والأفضلية الإستراتيجية في السيطرة على المضيق.
تسمية المضيق
جاء ذكر إسم باب المندب في المساند الحميرية اليمنية، وإن اسمه من ندب، أي جاز وعبر، وهناك رأي يقول إنه من «ندب الموتى» ويربطه بعبور الأحباش إلى اليمن. وفي رواية أخرى، سمي بباب المندب لأن العرب قديما كانوا إذا غزوا الأفارقة وسبوا بناتهم واستعبدوا أولادهم ينقلونهم إلى الجزيرة العربية عبر هذا المضيق، فكانت أمهات السبايا يبكين ويندبن على فقد أولادهن هناك.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر