- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
دفعت البطالة وغياب الأمن الكثير من الشباب اليمنيين إلى الهجرة غير الشرعية، بحثا عن حياة أفضل مع استمرار الحرب التي اشعلتها مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، منذ أكثر من تسع سنوات.
كما ساهم الانهيار الاقتصادي وغلاء المعيشة المنتشران في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، في حث العديد من الشباب على التمسك بحلم الهجرة.
ومن بين هؤلاء اليمنيين العالقين بين مطرقة الفقر وسندان البطالة، لم يجد سفير الأكحل البالغ من العمر 27 عاما من سبيل سوى أن يسلك طريقا محفوفا بالمخاطر للخروج من صنعاء والعبور إلى المجهول، علّه يجد فرصة تميط اللثام عن وجه مشرق لحياة جديدة.
فقبل نحو ثلاث سنوات، غادر الأكحل بيته في العاصمة صنعاء، بعد أن باع واسرته كل ما يملكون، وحمل ما جمعه لنفقات رحلة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، التي مر فيها بعدة محطات ودفع فيها الكثير من المال.
من مصر إلى تركيا فبيلاروسيا
فمن مطار سيئون في محافظة حضرموت شرق اليمن، انطلق الأكحل عام 2021 إلى مصر، ومنها إلى تركيا ثم روسيا البيضاء، إلى أن وصل أخيراً هولندا، في رحلة رتبها سماسرة التهريب من وسط صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وأكد الشاب العشريني أن رحلة الهجرة هذه استغرقت أكثر من أربعة أشهر بين تنقل جوي وبري وسير على الأقدام لأيام طويلة، وكاد أن يلحق فيها برفاق فقدوا أرواحهم، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي (AWP).
سماسرة التهريب
كما كشف أنه ظل يفكر في الهجرة لعامين، قبل أن يلجأ أخيرا إلى سماسرة التهريب، الذين وصفهم بأنهم لا يأبهون بحياة الإنسان قدر اهتمامهم بما يحصلون عليه من مال. إذ دفع أكثر من ستة آلاف دولار للخروج من واقع صنعاء المرير وبناء مستقبل كاد أن يتبدد على الحدود بين بولندا وروسيا البيضاء.
فقد كلفته الرحلة من صنعاء إلى سيئون، 200 ألف ريال (حوالي 133 دولارا)، بينما دفع 1500 دولار لمنسق مطار سيئون من أجل الوصول للقاهرة، حيث مكث شهرا وانطلق منها إلى إسطنبول مقابل 2000 دولار.
وفي روسيا البيضاء، دفع الشاب 2000 دولار أخرى، لكنه أكد أنه تعرض هناك للاحتيال ولم يوصله المهربُ إلى ما بعد الحدود البولندية، فاضطر إلى دفع مبلغ مماثل لنقله إلى المناطق الأكثر أمانا على الحدود.
البحث عن مستقبل أفضل
من جهته، أوضح محمد الكثيري، رئيس مؤسسة (سلام وبناء) واستشاري تحليل النزاعات، أن الحرب في اليمن دفعت آلاف الشباب إلى الهجرة بطرق غير شرعية نحو دول أوروبا، بحثا عن مستقبل أفضل لهم ولأسرهم التي لحقت بهم من خلال برامج لم شمل المهاجرين في بعض الدول.
كما أضاف الكثيري أن الحرب جعلت فكرة الهجرة طموحا وهدفا وأملا في حياة أفضل لكثير من الشباب اليائس من الأوضاع.
وبحسب الكثيري، فإنه بسبب ارتفاع أعداد المهاجرين اليمنيين وظروف الحرب، تغيّرت وجهات هؤلاء المهاجرين من اليمن إلى أوروبا وبعض الدول الإفريقية.
وتنعدم المعلومات والإحصائيات الصحيحة والموثوقة حول أعداد اليمنيين الذين هاجروا بطرق مشروعة أو غير مشروعة إلى دول أخرى خلال السنوات الماضية.
لكن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تعتبر اليمن واحدا من أكبر الأزمات حول العالم، حيث يعتمد حوالي 23.4 مليون يمني، أي نحو 73 بالمئة من سكان البلاد، على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء، بما في ذلك نحو 4.3 مليون نازح في الداخل.
وتحتل اليمن المركز الرابع عالميا من حيث أكبر عدد من النازحين في الداخل.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر