الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - جريمة حوثية مركبة.. الكشف عن وسيلة أخرى لنهب الأموال والثراء الفاحش
جريمة حوثية مركبة.. الكشف عن وسيلة أخرى لنهب الأموال والثراء الفاحش
الساعة 10:19 صباحاً (المنارة نت .متابعات)

في مايو الماضي اختطفت مليشيا الحوثي الشاب "محمد ناصر" من حي الصافية على خلفية كتابته مع رفاقه عبارة "ارحل يا حوثي" تحت الجسر بشارع تعز وسط صنعاء، يقول الأهالي: "طوال فترة الاختطاف التي استمرت أسبوعين كان إدخال وجبة الغداء إلأى سجن الحصبة تكلف 10 آلاف ريال يوميا".

نهب أموال المختطف، وسرقة نقوده واحدة من صور التعذيب التي تمارسها مليشيا الحوثي الانقلابية بحق اليمنيين المختطفين في سجونها، وهي واحدة من الوسائل التي تعتمد عليها المليشيا للثراء وتشييد الإمبراطوريات المالية.

وضعت مليشيا الحوثي "شخصيات" من أسر محددة تشرف وتدير ملف الاختطاف، والتي بدورها وضعت لها صرافة خاصة ونظام مالي غير معلن، لنهب أكثر من 70 إلى 80 مليون ريال شهريا من كل سجن.
 
سجن الأمن المركزي
 
في هذا التقرير نسلط الضوء على سجن الأمن المركزي، وهو أوسع السجون الرسمية في صنعاء، بلغ عدد المختطفين والمعتقلين فيه نحو ثلاثة آلاف، بحسب وسائل إعلام حوثية، تديره شخصيات حوثية وهي أسرة المرتضى، والجنيد، وجلمود.
 
يقول المختطف المفرج عنه "صادق حسين" "إن الحوالة لا تصل الى يد المختطف، مسؤول العنبر يأخذ رقم الحوالة من الأهل ويتم إدخالها في رقم حساب للمختطف، ثم يسجلون لك قائمة (سحبيات) لا علم لك بها ولا تملك سوى التوقيع.
 
يضيف صادق لـ"العاصمة أونلاين" في شهر واحد تم أخذ "خمسمائة ألف ريال" من حساب الصحفي عبدالخالق عمران، و173 ألف من حساب الصحفي حارث حميد، وهو ما يعني أن تلك الحسابات مفتوحة للمليشيا تأخذ منها متى تشاء ثم يجبرون المختطف على توقيع تلك الفواتير.
 
بعد الاستماع إلى شهادات متعددة، وضعنا تقديراً لأقل ما يمكن أن ينهبه الحوثي من أموال المختطف بشكل يومي، وهو مبلغ ألف ريال، ما يعني نهب 30 ألف ريال على كل مختطف من أصل 3 آلاف في السجن المركزي، وهو ما يعني نهب 90 مليوناً شهرياً من سجن واحد.
 
الأرقام أعلاه تكشف لنا أن مليشيا الحوثي تنهب سنوياً ملياراً ونصف المليار ريال من أموال اليمنيين ومن قوتهم عبر سجن واحد فقط، وهو ما قد يكشف سر اتساع عملية اختطاف مليشيا الحوثي للمدنيين والأبرياء خلال السنوات الماضية في صنعاء.

تعدد صور النهب

في تلك السجون التي يشرف عبدالقادر المرتضى وشقيقه أبو شهاب وآخر يدعى جلمود وهو معني بالصرافة، والحسابات، يقول صادق "إن صرافة "جلمود" – صرافة خاصة بالسجن تتبع المرتضى- تستقطع أجزاء كبيرة من الأموال المحولة من الأهالي لذويهم المختطفين بحجج واهيه، وعندما تصل الأموال لا يعطونك الحوالة إلا بعد شهر أو شهرين، بحجه لأنها لا تدخل النظام، ويقومون باستثمارها واستغلاها وأنت تحرم منها، وهذا يعتبر جزءاً كبيراً من النهب.
 
يضيف: "ذات مرة طالبنا بمواد غذائية فأعطونا تمراً منتهي الصلاحية، وتشتريه بسعر باهظ، منتهي وتشتريه بأموالك وهو يأتي من المنظمات"، ويوضح قائلا: "في السجن يبيع عناصر الحوثي مادة "القات" بأسعار كبيرة، والذي سعره بألفي ريال، يبيعونه بخمسة آلاف إلى ستة آلاف ريال وما عليك سوى التوقيع على فواتير تأتي اليك".
 
ما يؤكده المختطفون في حديثهم لـ "العاصمة أونلاين" بأنه إذا سنجن الفرصة لبعضهم في شراء أغذية، تباع لهم في السجن، بأسعار باهظة، كما أنها تزيد ارتفاعاً من يوم إلى آخر.

وقالوا إن الارتفاع في الصنف الواحد، قد يزيد من 100 ريال، إلى 300 ريال، وقد يرتفع من ألف إلى ثلاثة آلاف، وعند الاحتجاج يردون ذلك إلى ما يسمونه بالحصار والعدوان.

أمر آخر أكده المختطف المفرج عنه، صادق حسين، أن المليشيا تنهب الأدوية المقدمة من المنظمات الدولية كالصليب الأحمر، إذ تقوم عناصر المليشيا في السجن ببيعها للمختطفين، بدلاً من أن تعطى للمرضى مجاناً.

وأضاف "كشف بعضنا للصليب ما يحدث في إحدى الزيارات من بيع للأدوية، فتعرضنا جميعاً للتعذيب، وكان معنا الصحفيون المختطفون".

المشايخ.. نهب متواصل

النهب الحوثي الذي تمارسه العصابة الحوثية بحق المختطفين، يزيد حين يكون المختطف من المشايخ والوجاهات الاجتماعية أو أبنائهم، فهو يكون مستمراً من لحظة الاختطاف حتى الخروج من السجن.

وتمارس المليشيا بحق هذه الشريحة ابتزازاً كبيراً، كما أكد "صادق" وهو الابتزاز الذي يتم حتى عند إدخال وجبة الغداء القادمة من الأهاليـ والتي تكلف من 10 آلاف ريال، الى 20 ألف ريال، أو عند شراء الما والمواد الغذائية، وصولاً إلى العلاج، الذي يكون فيه المبلغ أكثر ارتفاعاً، بنسبة تزيد عن 200 %، على سعره الرسمي، أما إذا ما توفرت فرصة لخروج أحدهم لا يتم خروجهم إلا بعد دفع خمسة ملايين إلى عشرة ملايين ريال.

أساليب قذرة

من جهته أوضح الصحفي عبدالله المنصوري شقيق الصحفي المختطف توفيق المنصوري أن الحوثيين يمارسون مختلف أساليب الاستهداف المتعمد ضد المختطفين وأسرهم، فعلى الرغم من حرمان المختطفين من التغذية الصحية والماء النظيف والرعاية الصحية والحصول على الأدوية فإنهم يقومون بنهب جزء كبير من أي مبلغ مالي يرسله الأهالي لذويهم في سجون الجماعة الانقلابية.

وقال في حديثه لـ "العاصمة أونلاين" "إن مليشيا الحوثي تعدّ المختطفين موردا ماليا أساسيا للجباية المالية يتقاسمونها كما يتقاسمون بقية الموارد الأخرى.. مضيفاً "على سبيل المثال تتولى أسرة عبدالقادر المرتضى نهب اموال المختطفين في سجن معسكر الأمن المركزي بصنعاء ويخصصون نظاما وأشخاصا لهذه المهمة".

كما أكد أن الجباية والنهب لا تتوقف عند نهب المصاريف الشخصية وقيمة الادوية التي يرسلها الأهالي لذويهم وانما يصل الى الابتزاز والمساومة بالسماح بالزيارات والاتصالات.

وتصل عدد سجون المليشيا إلى أكثر من 100 سجن غير رسمي في أمانة العاصمة بحسب تقرير أخير لمكتب حقوق الانسان بأمانة العاصمة والتي تمارس قيادات المليشيا فيها أبشع الانتهاكات.

اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً