- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
حميد الانسانية ..ملاك الرحمة الذي قتلته ايادي الارهاب الحوثي
2021/01/04
الساعة 01:24 مساءاً
(تقرير / خاص / المنارة نت )
كم كان مؤلما حين نعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني استشهاد الطالب المبتعث حميد شوعي محسن القدمي طالب الدكتوراه في تخصص العلوم الإدارية، الذي ارتقى شهيدا إثر العمل الإرهابي الجبان الذي إستهدف مطار عدن الدولي يوم الأربعاء الماضي، وهو متوجهاً الى جمهورية الهند لمناقشة رسالة الدكتوراه.
حميد القدمي من أبناء محافظة حجة، وهو احد شهداء الاربعاء الدامي في حادثة مطار عدن كان منتظرا لرحلته إلى الهند لمناقشة رسالته، وشهد له رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، بأنه من افضل اطباء الصليب الاحمر العاملين في اليمن.
درس حميد واجتهد وثابر وسهر الليالي حتى انه دفع رسوم مناقشته لرسالة الدكتوراة لتطاله ايادي الاجرام قبل ان يغادر لتحقيق حلمه وليرتقي الى ربه شهيدا في صالة المطار بعد أن ودع أهله وقبل ولديه صخر وصقر على امل ان يعود اليهم بشهادته الكبيرة ويوفر لهم حياة كريمة وهو إلى جانبهم يحنو عليهم ويرعاهم ويمنحهم حنان الأبوة كغيرها من الآباء الذين لم يحرموا أولادهم من البقاء بجوارهم.
لكنه عاد إليهم شهيدا بعد ان اصابته صورايخ الارهاب الحوثية وقتلت احلامه واذاقت اطفاله مرارة اليتم رغم صغر سن ابيهم الشيهد، ليحل عليهم الحزن والالم .
هذا هو ارهاب الحوثيين .. أم ثكلى وزوجة اصبحت أرملة وابناء يعيشون اليتم والحرمان في بداية اعمارهم.. طمست كل الألوان وحل السواد الكئيب على عائلة حميد .. كسر عمود خيمتهم واغتيل شبابه في اوج عطائه ..عزاؤهم في ذلك انه عاد شهيدا مجيدا.
رحل حميد الانسانية وبقى أثره الطيب وذكراه العطرة لدى زملائه ومحبيه وهم ينعون رجلا كان يملأ الزمان والمكان حيثما حل وارتحل وهذه بعض ما استطعنا من شهادات زملائه:
زميل مقرب له يسكن بغرفة بجانب غرفته في الهند قال: أرسل الي الشهيد إيميل برسالة الدكتوراه وانا طبعتها وسلمتها للمشرف وقبل ايام دفع رسوم المناقشة كان من أطيب الناس واصفاهم قلبا وكرمهم عطاء وصاحب اخلاق عالية رحمة الله تغشاه.
ويقول عنه احد محبيه انه ورغم حالة الشتات والبؤس الذي وصل إليه المواطن اليمني نتيجة هذه الحرب اللعينة الا انه كان رحمه الله يحدثني بكل شغف عن الطموح الكبير و الإصرار والعزيمة في تحقيق أعلى المراتب العلمية ليعود ويخدم وطنه ولكن آلة القتل والدمار في بلدي كانت الأسرع لتقتل ذلك الحلم والامل الجميل .
زميلة له تقول كان انسان خلوق جدا ومساعد وكل الكلام اللطيف بحقه قليل .. كان اخ يحب الخير لغيره اتذكر مرة تواصل معي وشجعني لدراسة الماستر ولتغيير وظيفتي وشجعني على التقديم لديهم وكان مثابرا بدراسته في الهند قوي العزيمة ولكنه مات قبل تحقيق حلمه رحمه الله.
زميل آخر له قال نزل علينا الخبر كالصاعقة واصبنا بصدمة وقهر شديدين فالشهيد كان له فترة طويلة منتظرا لتأتي الموافقة ليسافر كي يناقش رسالة الدكتوراة وكان يحلم بهذه اللحظة كثيرا ورغم كل الظروف كان من أكثر الناس أملا وطموحا ومحبا للآخرين ولم يبخل يوما ولو بمعلومة يعلمها ويتعلمها، ويحرص على نقلها للآخرين ويشجعهم، ويبادر بالخير دون طلب، ولم يقصر يوما في خدمة ابناء بلده في الهند، كان طيب القلب بشوشا يساعد كل من يحتاج المساعده بما يستطيع.
رحمة الله تغشاه ورحم الله جميع الشهداء واسكنهم فسيح جناته.. إنا لله وإنا اليه راجعون.
إضافة تعليق
أخترنا لكم
اختيارات القراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر