تفاوتت ردود فعل الشارع اليمني إزاء إعلان تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، ما بين التفاؤل بتحقيق الاستقرار السياسي والأمني، الى جانب الاستقرار المعيشي بعد تراجع كبير لسعر الصرف أمام الدولار، وبين تمكنها من دحر مليشيات الحوثي المدعومة من ايران واستعادة الدولة. ويرى البعض ان هذه هي المرة الاولى التي تتشكل فيها حكومة وحدة وطنية وتشارك فيها مختلف المكونات والفصائل اليمنية المناهضة للمشروع الانقلابي الحوثي .. معتبرين ان مسألة نجاحها في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني تبقى كبيرة .. وكذلك تمكنها من دحر المليشيات الانقلابية. اختبار صعب وفي هذا الصدد يقول الكاتب والمحلل قيس الشاعر أن نجاح عملية تنفيذ اتفاق الرياض والوصول الى تشكيل حكومة سيكون له أثر كبير في إنعاش الآمال لدى الشارع الجنوبي بشكل خاص واليمني بشكل عام .. مؤكداً أن الشارع بات بأمس الحاجة الى وجود سلطة النظام والقانون ليتمكن من التفرغ لممارسة حياته اليومية بعيدا عن المعوقات التي تقف أمام حصوله على ابسط المتطلبات المعيشية .. سيما في ظل الارتفاع المهول في الأسعار وغياب رقابة حقيقة على التجار ماجعل المواد الغذائية في تزايد مستمر شكل حالة من المخاوف والقلق للإنسان البسيط. وأضاف الشاعر أن الحكومة الجديدة أمام اختبار حقيقي وان المرحلة القادمة كفيلة بكشف مدى قدرتها في تحقيق الانجازات المطلوبة منها، أبرزها حل الأزمة الاقتصادية واعادة البنية التحتية المتهالكة وعلى رأسها مشكلة الكهرباء وتوفير السلع الغذائية وإنعاش السوق ورفع المرتبات بحيث يسهل على الموظف البسيط الحصول على السلع بسعر يناسب دخل الفرد .. مستطردا: نأمل أن نجد خطوات ونتائج ملموسة يلامسها المواطن من خلال الالتفات الى متطلباته اليومية وتمكينه من الحصول على حياة كريمة تقيه الحاجة وتحفظ كرامته. تحقيق الاستقرار من جانبه اشار اللواء الركن احمد مساعد الامير وكيل وزارة الداخلية أن الاستقرار السياسي يوفر الغطاء لرجال الأمن وهو الغطاء الذي من خلاله يسهل على راجل وزارة الداخلية القيام بواجباتهم الأمنية اتجاه وطنهم. وقال وكيل وزارة الداخلية لـ"الحكمة نت" أن النظام والقانون وسلطة الدولة باتت مطالب ينشدها الشعب لما لها من اهمية في حفظ الأمن والاستقرار والحد من تفشي الجريمة .. لافتا الى ان وزارة الداخلية تعد مؤسسة هامة وفاعلة في الحياة العامة ودورها يشمل حماية المكتسبات الخاصة والعامة دون تدخلها في الشئون السياسية او الحزبية فهي مؤسسة وطنية تتعامل مع الأوضاع الأمنية بحيادية دون تحيز لطرف ما. واشاد اللواء احمد مساعد الأمير بدور دول التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية لما تبذله من جهود جبارة في اعادة الاستقرار لبلادنا .. قائلاً: نبارك إعلان الحكومة ونثمن جهود المملكه العربيه السعوديه وفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادة الانتقالي التي تكللت بإعلان حكومة مشتركة تعمل كفريق واحد لخدمة الوطن والشعب .. كما نبارك للفريق ابراهيم حيدان على نيله ثقة القيادة السياسية بتوليه منصب وزارة الداخلية ونؤكد وقوفنا إلى جانبه لتفعيل عمل الوزارة في هذه المرحلة الاستثنائية. العمل بإنسجام الى ذلك طالب سفير اليمن لدى منظمة اليونيسكو ، الكاتب السياسي الدكتور "محمد جميح" بالعودة الفورية للحكومة الى العاصمة المؤقتة عدن ، وقال في تغريدة له على تويتر رصدها "الحكمة نت" ، "مع صدور قرار جمهوري بتشكيل الحكومة، وبعد تعطيل تشكيلها لأكثر من عام، ينبغي أن تكون الخطوة الأولى لها هي العودة الفورية للعاصمة المؤقتة عدن، والعمل بانسجام من داخل الوطن" وأضاف : "يجب أن تعي الحكومة أن المتوقعين لفشلها والمتربصين بها كثير، ويجب أن يكون ذلك دافعاً لها للنجاح.. وفق الله الجميع" برنامج عمل واقعي اما "عبدالسلام رزاز" وزير المياه والبيئة الأسبق ، قال في منشور له على صفحته بالفيسبوك رصده "الحكمة نت" "اذا لم تتكئ الحكومة الجديدة على برنامج عمل واقعي يركز على أولويات القضايا، والذي يجب ان تشارك في إعداده جميع المكونات السياسية الممثلة في الحكومة وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي، ويكون التحالف العربي الداعم للشرعية مساندًا وداعماً وميسراً لعمل الحكومة ، فإن الأزمة لن تبارح مكانها،وربما تأخذ مسارات اكثر تعقيداً..". البحث عن الدولة ويقول المواطن مختار الشعيبي لـ"الحكمة نت" أن المواطن لا يهمه طموحات الساسة بقدر اهتمامة بوجود دولة تحمي وجوده وتحفظ حقوقه وتجعله يشعر بان هناك نظام يحفظ للمواطن كرامته وتوفر له الاستقرار والامن والخدمات العامة .. مضيفا: وبصراحة نحن نعلق الكثير من الامال على هذه الحكومة ونحن على ثقة انها ستحقق الكثير من الانجازات التي عجزت عنها الحكومات السابقة، وان استقرار اليمن واستعادة دولته ستتم على يظي هذه الحكومة التي يقودها دولة الدكتور معين عبدالملك المعروف بإملاكة رؤية وبصيرة ثاقبة، وان لديه من الحنكة ما يؤهلة لتجاوز كافة الصعوبات والعراقيل. فريق واحد اما المحامي "محمد المسوري" في منشورا له على الفيس رصده "الحكمة نت" ، بارك الاعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة ، وتمنى لها التوفيق والنجاح ، ووجه نصيحة عامة لكافة اعضاء الحكومة قال فيها "نصيحة من القلب.. على جميع أعضاء الحكومة الجديدة ، أن يدركوا بأنهم وزراء للحكومة (اليمنية) ، وأنهم يمثلونها ولا يمثلون غيرها ، فلا مجال للعمل إلا لخدمة اليمن وشعب اليمن ، فهم فريق واحد لوطن واحد وشعب واحد ، ونتمنى أن يتجنبوا الخلافات التي ستكون سبباً في فشلهم ، فالجميع ترقب وأنتظر كثيراً لإعلان هذه الحكومة ، فلا تخيبوا آمال الشعب بخروجكم عن الأهداف الأساسية لتشكيل هذه الحكومة والمتمثلة في حماية الوطن وإنقاذ الشعب وإستعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب". توفير الخدمات القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي "سالم ثابت العولقي" ، علق على إعلان الحكومة الجديدة في منشور له رصدة رصده "الحكمة نت" ، بالتعبير عن امله بالتوفيق للحكومة الجديدة في القيام بواجباتها وعلى رأسها إنقاذ العملة المحلية كمهمة آنية والعمل على تقديم أداء خدماتي وتنموي جيد بعيدا عن الكيد السياسي الذي تسبب في الإطاحة بالحكومات السابقة. ترتيب الاوضاع الى ذلك قال رئيس المركز الاعلامي للتنمية الصحفي رشاد علي الشرعبي عبر تغريدة له في تويتر رصدها "الحكمة نت"أنه مع إعلان تشكيل الحكومة اليمنية تنفيذا لاتفاق الرياض من قبل الرئيس هادي، يكون بذلك قد اوفى بما عليه والشكر كل الشكر لجهود الأشقاء في السعودية والتي لا بد أن تستمر بوتيرة عالية لتنفيذ الأهم وهو ترتيب الأوضاع في عدن ودخول الحماية الرئاسية وتامين المؤسسات". هذا وتسود الشارع اليمني حالة من التفاؤل واللمن بتحقيق الاستقرار ووضع حد لمعاناة الشعب .. ويعلق السواد الاعظم من اليمنيين على الحكومة الجديدة في أن تحل جميع مشاكلهم ، ابتداء من السيطرة على الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي يشهده الاقتصاد الوطني مؤخرا ، وفرض الارادة السياسية والاجتماعية للدولة ، وإنهاء الانقلاب الحوثي وتحقيق الاستقرار في عموم مناطق ومحافظات اليمن.