نشرت صحف أجنبية فيديو لممرضة أمريكية بأحد المستشفيات بمدينة نيويورك التي تحولت إلى بؤرة لفيروس كورونا، إذ ظهرت الممرضة وهي في نوبة بكاء عميقة وحالة انهيار بعد يوم شاق في العمل، بسبب ما تعيشه الأطقم الطبية بأمريكا تحت وطأة فيروس كورونا المستجد الذي يواصل حصد أرواح الآلاف في أمريكا.
من داخل غرفة الطوارئ: دنيل شمول، البالغة من العمر 35 سنة، ممرضة تعمل بغرفة الطوارئ بأحد مستشفيات نيويورك، قالت إن ما تواجهه الأطقم الطبية أثناء تصديها لفيروس كورونا من إصابات وموت وإبلاغ أهالي الضحايا أصبح يفوق طاقة البشر.
شمول وصفت، في مقطع فيديو يمتد إلى 8 دقائق، أحد أيام عملها العصيبة قائلة: “لا أعلم، ما يحدث كبير، لقد تعبت من المشي والركض بين الغرف، المريض يموت أمامي، أنا فقط أدخل الغرف وأرى جثثاً، لقد تعبت من مهاتفة أهالي المصابين ونقل الأخبار السيئة إليهم”.
لحظات صعبة تعيشها الأطقم الطبية: الممرضة “شمول” قالت إن اليوم الذي قررت فيه نشر الفيديو كان هو الأصعب والأشد قسوة، إذ كانت ترعى الكثير من المصابين بفيروس كورونا، وكلما دخلت غرفة من الغرف تكتشف أن بعضهم قد مات، فتقوم بكتابة أسماء المتوفين، وتتوجه إلى مكتبها لتقوم بالاتصال بأهالي المتوفين لإبلاغهم، مضيفة: “إن أشد اللحظات قسوة وكآبة حين تقوم بالاتصال على أحد لتخبره بموت أخيه أو أخته، أو مَن يحب”.
“شمول” قالت إنها تظل طوال اليوم صامتة وتعتني بالمرضى، وتتحمل هذه الأعمال والمشاهد دون أن تتحدث مع أحد؛ مشيرة إلى أن كل زملائها يعيشون نفس معاناتها، لذلك قررت أن تصف حجم معاناتها ومعاناة أصدقائها بمستشفيات نيويورك.
رسالة الممرضة: كما أشارت الممرضة في نهاية الفيديو إلى أنها قررت بث رسالتها؛ لتوصل حقيقة ما يعانيه الأطباء والممرضون داخل المستشفيات جراء كورونا، مؤكدة أنها لن تتخلى عن عملها الذي تحبه، ودورها الذي عليها القيام به الآن.
كما أشارت شمول إلى أن كثيراً من الناس يعتقدون أن الكادر الطبي محصن من الإصابة بالفيروس، مؤكدة أن هذه اعتقادات خاطئة تماماً. كما ناشدت الإسراع في تزويد المستشفيات بعناصر داعمة للكادر الطبي، خاتمة حديثها: “إذا لم يكن الكادر بخير كيف سيعتني بالمرضى؟”.
كورونا بأمريكا: يأتي هذا في وقت سجلت فيه الولايات المتحدة أعلى حصيلة وفيات بسبب مرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا بالمقارنة مع باقي دول العالم. وعلى مدى الأيام الماضية بلغت الوفيات نحو 2000 حالة يومياً، وكان العدد الأكبر في مدينة نيويورك ومحيطها.
بينما تزايدت حصيلة الوفيات، بحث الرئيس دونالد ترامب الموعد الذي ربما تبدأ فيه البلاد في العودة إلى الحياة الطبيعية.