يواصل فيروس «كورونا» (كوفيد-19) أو وباء القرن الجديد الذي أرعب البشرية ، الإنتشار وحصد آلاف الأرواح في معظم دول العالم ، وسط تكثيف الجهود الدولية لإيجاد لقاح أو مصل أو علاج ينهي هذه الجائحة العالمية التي اصابت ما يزيد عن مليون وأربعمائة الف إنسان وقتلت نحو 80 ألف ، في وقت تشافى فيه ما يزيد عن 300 ألف مصاب ، وفقا لاخر الإحصائيات اليومية حتى مساء اليوم الثلاثاء 7 إبريل 2020 م ، في ظل إجراءات حجر صحي ومنزلي مشددة توسعت لتشمل نحو 6 مليار إنسان على وجه الكرة الأرضية .

إجراءات إحترازية في وقت مبكر

وفي ظل تسارع وتيرة إنتشار الوباء عالميا ، إلا أن الحكومة اليمنية الشرعية ومنظمة الصحة العالمية تؤكدان خلو اليمن من فيروس كورونا إلى هذه اللحظات ، لتكون بذلك الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي لم تعلن عن تسجيل أي إصابات بالفيروس حتى الان ، وسط إجراءات وتدابير إحترازية لمواجهة الوباء ، كانت قد أعلنت عنها حكومة الدكتور "معين عبدالملك" منذ وقت مبكر لإنتشاره في الصين مطلع فبراير الماضي ، بما في ذلك إغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرية المختلفة وتعليق الدراسة في كافة المستويات العلمية .

توجيهات وأعمال على الواقع

ولتفادي وصول الوباء إلى البلاد وخاصة مع دخول الصراع والحرب المستمرة في اليمن عامها السادس ، حرصت الحكومة الشرعية على وقف منح تأشيرات الزيارة للأجانب ، وتشكيل لجنة طوارئ خاصة وغرفة طوارئ ، وإنشاء محاجر صحية بالمنافذ المختلفة وتزويدها بأجهزة الفحص الليزري والكاميرات الحرارية وشراء أجهزة مخبرية إضافية ، وتخصيص مليار ريال لدعم القطاع الصحي .

توجيهات إضافية

كما وجهت بإغلاق الأسواق والمتنزهات ومنع التجمعات ، إلى جانب تفريغ المستشفيات والأماكن الخاصة بإستقبال الحالات إن وجدت وإقامة الحجر الصحي فيها وتجهيزها بالأجهزة والمعدات المناسبة ، كما اقامت وماتزال دورات تدريبية للفرق الميدانية جميع المحافظات، وكذا فرض الإغلاق الجزئي في بعض المحافظات والمناطق المحررة.

ردود فعل مؤيدة

تلك الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها حكومة الدكتور معين عبدالملك ، لاقت صدى وقبول واسع من اليمنيين ، الذين عبروا عن ثقتهم بما تقوم به الحكومة وخاصة في مثل هذه الظروف الإستثنائية ، معربين عن أملهم بأن يتجاوب المجتمع في تنفيذ التعليمات الحكومية للوقاية من الفيروس، وإبقاء اليمن خالية منه إلى حين السيطرة عليه عالميا ، داعين الأمم المتحدة والصحة العالمية ومركز الملك سلمان ، لتكثيف الجهود والدعم اللازمين لابقاء اليمن نظيفة من كورونا .

امر يحسب لرئيس الوزراء

وفي هذا السياق ، أكد الكاتب والصحفي "حسان الياسري" في حديث خاص ل"الحكمة نت" انه وبرغم إمكانيات بلادنا المتواضعة إضافة إلى عدم إستقرار الوطن واستمرار الحرب مع قوى الإنقلاب ، إلا أن القرارات والإجراءات الإحترازية التي أتخذتها الحكومة الشرعية لمنع دخول مرض كورونا إلى أراضي الوطن ، يعد امرا جيداً ويحسب لرئيس الوزراء الدكتور "معين عبدالملك" .

ضربات إستباقية

مشيرا إلى أن مثل تلك التوجهات الإستباقية هي على الأقل ما يجب القيام به ، والأمر هنا لا يتوقف على الحكومة فقط وانما يتطلب أيضاً التفاعل المجتمعي وأخذ الحيطة والتعاطي مع النصائح والتحذيرات الصحية من قبل المواطنين بشكل جدي والتعامل مع القرارات المرتبطة بالحفاظ على بقاء البلاد خالية من المرض بروح المسؤلية وعدم التساهل مع هذا المرض الخطير أو غيره وينبغي الأخذ بالأسباب .

إجراءات ممتازة

من جانهبا رئيسة المركز الثقافي اليمني بالقاهرة ، المستشارة "عائشة العولقي" في حديثها ل"الحكمة نت" وصفت الإجراءات الإحترازية للحكومة بالممتازة ، وقالت أن التدابير والوقائية المتخذة في عدن وكافة المناطق المحررة مقومات إحترازية جيدة وهذا ماتقوم به أغلب دول العالم لكي تقي دولها و أوطانها من هذا الوباء الخطير المستجد فيروس كورونا (كوفيد-19) ، معربة عن شكرها للجهود المبذولة من قبل الحكومة الشرعية وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية "عبدربه منصور هادي" في هذا الجانب شديد الأهمية.

إجراءات الحكومة لا تكفي لوحدها

الإعلامي "محمد مصطفى الشرعبي" في تصريحاته ل"الحكمة نت" أشاد بالجهود التي تبذلها الحكومة الشرعية والإستعدادات والخطوات التي قامت بها حتى الان لمواجهة فيروس كورونا ، مؤكدا في الوقت عينه أن الإجراءات الاحترازية للحكومة لا تكفي لوحدها ، وينبغي على المواطنيين إتباع التعليمات والتوجيهات الحكومية في هذا الجانب ، بما في ذلك المشاركة في حملات التوعية والتثقيف وممارسة وسائل الوقائية والتوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية .

التقيد بالتعليمات

معربا عن امله بأن يتقيد الجميع بالتوجيهات الحكومية وخاصة فيما يتعلق بمنع التجمعات وإغلاق الاسواق على رأسها أسواق القات ، بالإضافة الى سرعة تنظيف الشوارع وإزالة القمامة المتكدسة في معظم المدن خصوصا شوارع تعز ، وكذا تكثيف الفحص الطبي المستمر للمواطنين وخاصة القادمين من الخارج ، داعيا المنظمات المحلية للمساهمة الفاعلة لإنجاح هذه الإجراءات الحكومية من خلال توفير المعقمات والكمامات وغيرها من وسائل الوقاية ، الى جانب التزام المواطنين بالحجر المنزلي تحسبا لأي طارئ .

تدابير قوية

بدوره الإعلامي "حسن غالب" اعتبر في حديثه للحكمة نت ، أن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الشرعية في وقت مبكر كانت قوية وجيدة ، منوها إلى أن ذلك انعكس على خلو اليمن حتى اللحظة من تسجل أي حالة إصابة بكورونا بشكل رسمي في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي أو بالمناطق المحررة بحسب تصريحات الجانبين وكذا منظمة الصحة العالمية ، وقال أن اعلان وزير الصحة الدكتور باعوم عن تشكيل 333 فريق عمل صحي وتوزيع عدد من سيارات الاسعاف وتعزيز المختبرات بأجهزة مخبرية حديثة ومتخصصة ، أمر يشي بالتفاؤل ويستحق الإشادة وخاصة في مثل هكذا ظروف .

حماية اليمن من الوباء

مؤكدا أن الإجراءات الاحترازية للحكومة في مجملها أنشطة وخطوات جيدة ورائعة لمواجهة هذا الوباء ومنع وصوله ، مشيرا إلى أهمية الحزم والقوة في تنفيذ قرارات مجلس الوزراء ومنع دخول أي طائرة في هذه الأوضاع ، وخاصة انه من المعلوم أن القطاع الصحي اليمني منهار بسبب الحرب الدائرة التي تشنها مليشيات الحوثي ضد الشعب اليمني ومقدراته ، داعيا الجميع أن يعملوا على منع وصول هذا الوباء لليمن وتوحيد الجهود وإتخاذ كل الاجراءات اللازمة لمواجهته

منح الجانب الإنساني الأولية

معربا عن أمله بأن يتجاوز الجميع الصراع القائم الى هذا المنحى الإنساني البحت ، الذي قد يضر الجميع دون إستثناء معبرا عن شكره للحكومة الشرعية برئاسة الدكتور "معين عبدالملك" على الجهود التي قامت بها منذ وقت مبكر ، ولتوجيهات القيادة السياسية بقيادة رئيس الجمهورية المارشال هادي ،وايضا لجنة الطوارئ العليا ، و وزارة الصحة وكل القطاعات الحكومية التي لها دور في التوعية والعمل على اتخاذ اجراءات للحد من انتشار هذا الوباء المنتشر في العالم.

تجدر الإشارة إلى أن الحرب المدمرة التي تعصف باليمن منذ نحو 6 سنوات ، ساهمت في إنهيار المنظومة الصحية وتدهور البنى التحتية نتيجة للتدمير والاستهداف الممنهج الذي دأبت عليه مليشيات الحوثي للمؤسسات الصحية ، إلا أن الحكومة الشرعية حرصت ومنذ وقت مبكر على إتخاذ جملة من التدابير الإحترازية للحيلولة دون إنتقال الوباء إلى الأراضي اليمنية من خلال جملة من الإجراءات والقرارات ذات الصلة ، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان الاغاثي وعدد اخر من المنظمات الدولية.

* "الحكمة نت"