الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - رغم التنكيل والقمع.. كيف تحولت صنعاء إلى "ميدان مقاومة" نسوية ضد مشروع الحوثيين؟
رغم التنكيل والقمع.. كيف تحولت صنعاء إلى "ميدان مقاومة" نسوية ضد مشروع الحوثيين؟
الساعة 05:39 صباحاً (المنارة نت .متابعات)
تصدرت المرأة اليمنية واجهة الرفض لمشروع ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في ذروة تحركاتها وإحكام قبضتها الأمنية على العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها.   فمنذ الأيام الأولى لانقلاب ميليشيا الحوثي، كانت مئات التجارب النسوية تخوض باقتدار بالغ غمار المهام التي كان الرجال في الماضي يتولونها بالنيابة عنها، وكان لها عظيم الأثر في تحركها وتأثيرها واحتوائها قضايا سكتت عنها المنظمات المحلية والدولية، وتصديها لإنقاذ الوضع الاجتماعي من التصدع والانقسام، والحديث هنا عن صنعاء العاصمة تحديدا.   وشاركت المرأة بحماس كبير في ظل اختطاف وسجن ومطاردة المناهضين للانقلاب من أشقائها الرجال، والبطش بمن بقي خارج السجون وإيذائهم والتضييق على أعمالهم وأقواتهم وأرزاقهم في الميدان.   رابطة أمهات المختطفين مثلت رأس الحربة في مقاومتها لممارسات ميليشيا الحوثي، وشكلت إضافة جديدة لسجل المرأة اليمنية التي كانت تعاني من التهميش، لكنها اليوم استطاعت أن تقف بشجاعة رغم القيود وتسجل حضورها وبقوة، وتدافع بشراسة عن أبنائها الذين اعتقل الحوثيون الكثير منهم دون تهمة.   ورغم بشاعة ميليشيا الحوثي وانتهاكاتها بحق المرأة اليمنية، إلا أنها ما تزال صوت يصدح ضد الانقلاب، ومن صنعاء عبر الوقفات الاحتجاجية المستمرة رغم التعسفات الحوثية التي تواجه النساء، بالاعتداءات والمضايقات، في مشهد لا أخلاقي وغير مسبوق لدى اليمنيين.   مقاومة ورفض وبحسب تقرير أصدره مركز العاصمة الاعلامي في 21 سبتمبر 2019، عن الرفض الشعبي لميليشيا الحوثي، بلغت وقفات أمهات المختطفين في أمانة العاصمة لوحدها خلال الأربع السنوات الماضية 220 وقفة وتظاهرة، منها 66 في 2017، و 51 تظاهرة منذ بداية العام وحتى سبتمبر 2019.   الناشطة عبير أحمد قالت لـ"العاصمة أونلاين"، إن "المرأة اليمنية اليوم في ظل الانقلاب تعيش وضع اللاحياة؛ القلق والخوف المستمر على سلامة أسرتها الذين قد يتخطفهم الموت بيد قناص أو يتخطفهم الجوع إلا أن عدالة قضيتها كان سر قوتها للاستمرار في نضالها وكفاحها المستمر بمختلف القضايا، سواء علاج الجرحى أو إسناد الجيش بالدعم المادي والغذائي، أو المطالبة بالإفراج عن المعتقلين ورفض سيطرة الانقلاب على الدولة، حيث تسعى لتوصيل صوتها عبر بصيص نور يحلّق في الأفق".   ومع كل انتهاك يطال المرأة اليمنية من قبل ميليشيا الحوثي، تقاوم أكثر وتُثبت للجميع أنها المرأة اليمنية التي قدمت الشهيد والجريح والمعتقل، وما زالت تناضل في الساحات لانتزاع حق الحياة الكريمة وحق الدولة المدنية، بحسب تأكيد عبير.     العاصمة صنعاء في الصدارة وفي الوقت الذي تحتفل النساء عبر العالم باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس/آذار من كل عام، باستقبال التهاني، والحصول على المزيد من الحقوق والحرية والمشاركة في صنع القرار، تقف المرأة اليمنية في العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي الانقلابية، خلف طوابير طويلة لساعات وأيام تحت ظروف حر النهار وبرد الليل القاسية للحصول على اسطوانة غاز الطهي المنزلي.   وهي الحالة التي توجز وضع المرأة اليمنية بعد أكثر من خمسة أعوام من انقلاب مليشيات الحوثي، واحتلال العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى في 21سبتمبر/أيلول 2014م، فضلاً عما لحق بها من انتهاكات جسيمة باعتبارها المتضرر الأبرز من تداعيات انقلاب المليشيات وحربها على اليمنيين.   وتأتي العاصمة صنعاء في صدارة المناطق الأكثر انتهاكاً لحقوق المرأة منذ ثلاثة أعوام، وفيها تركزت أعلى نسبة من الاعتداءات وجرائم العنف ضد المرأة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وفقاً لتقارير حقوقية.   زينبيات لقمع النساء في التقرير النهائي لخبراء الأمم المتحدة كشفت فظائع مروعة ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق النساء المعتقلات في سجون الكهنوت، لقد اتضح أن الممارسات الإجرامية تلك تمارس عبر تشكيل الزينبيات المكون من زهاء 4 آلاف مجندة دُربن في طهران وجنوب لبنان وفق ما كشفه تقرير الخبراء.   ولا تستثنى امرأة دون أخرى من ممارسات فاضحة وناقمة تقوم بها المليشيا الإرهابية في صنعاء والمدن الخاضعة لسيطرتها، اما النساء في المناطق المحررة فتصيبهن بالقتل والإصابة والتشريد، وكلها جرائم يحدثها القصف الحوثي المستمر ضد القرى المأهولة بالسكان.   ونتيجة للقيم التي فرضتها المليشيا بما ينافي قيم المجتمع اليمني المحافظ، يعد اليمنيون تشكيل كتائب نسوية مقاتلة أمرا خارقا للخطوط الحمراء التي تحفظ قدسية المرأة في المجتمع، والأكثر فظاعة أن هذه النسوة المجندات اقحمن في مهام لا أخلاقية الى درجة توظفيهن في عمليات التعنيف الجسدي وتسهيل الاغتصاب لمعتقلات في السجون لصالح مشرفي المليشيا.   وفي تقرير صادر عن مركز المعلومات والتأهيل التابع لحقوق الإنسان، هذا اليوم، فإن المليشيا الإرهابية لا تزال تعتقل قرابة 300 امرأة في معتقلاتها من بينهن 100 امرأة وناشطة سياسية وحقوقية وإعلاميات.
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً