يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره في أنحاء العالم، متسببا بمقتل أكثر من 3587 شخصا، ما يدفع حكومات العالم لاتخاذ المزيد من إجراءات الحجر وإغلاق المنافذ وتعليق الدراسة والرحلات الجوية.   وحتى الآن، أصيب بالفيروس قرابة 105 آلاف شخص في 100 دولة وإقليم حول العالم.

وأدى هذا الانتشار إلى تعليق العمرة ورحلات جوية وتأجيل أو إلغاء فعاليات رياضية وسياسية واقتصادية في عدة بلدان، كما بات نحو 300 مليون تلميذ عبر العالم محرومين من الذهاب إلى المدارس لأسابيع.

وخوفا من وصوله اليمن التي أعلنت خلوها حتى الآن من هذا الفيروس القاتل، سارعت الحكومة برئاسة الدكتور معين عبدالملك، لإقرار عدد من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد (COVID-19) وذلك استناداً إلى قرار اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة انتشار فيروس كورونا.

افتتاح مراكز للعزل

حيث قامت الحكومة بتجهيز مركز عزل في مطار عدن الدولي، لفحص أي حالات مشتبه فيها قد تصل من الخارج، ومراكز عزل أخرى في المستشفى الجمهوري ومدينة صلاح الدين بالعاصمة بالمؤقتة عدن.

وتابع الجميع إجراءات افتتاح مركز العزل الاحترازي لفيروس كورونا المستجد بمطار سيئون الدولي الذي يأتي ضمن الاجراءات الاحترازية والوقائية في حالة لا سمح الله اكتشاف حالات مشتبهة سيما القادمين عبر المنافذ البرية إلى حضرموت أو عبر مطار سيئون الدولي.

وقبل ذلك قامت الحكومة بإرسال مستلزمات طبية إلى مطار سيئون في محافظة حضرموت (شرق)، وإلى ميناءي المكلا وعدن، وهي عبارة عن أجهزة لقياس حرارة الواصلين ومتابعة حالتهم لمدة أسبوعين.

وفيما يخص التخوف من انتقال الفيروس عبر الواصلين من سلطنة عمان إلى محافظة المهرة المحاذية، خصوصاً وأن منفذ "شحن" بالمهرة يستقبل مئات المسافرين بشكل يومي، أكدت الحكومة أنه "تم إنشاء مراكز عزل في عدن وحضرموت، ومركز آخر في مدينة الغيظة، عاصمة محافظة المهرة، وتم إرسال المستلزمات الطبية إلى منفذي المهرة البريين، وهما "شحن" و"صرفيت".

الإفصاح عن الزيارات السابقة

ووفقا لبيان رسمي نقلته الوكالة سبأ، أقرت حكومة الدكتور معين عدداً من الاجراءات الاحترازية وذلك حرصاً منها للحد من انتشار الفيروس، ونظراً لتفشيه في الكثير من البلدان بشكل كبير وعلى وجه التحديد في إيران التي لا تحترم مسئوليتها ولا تلتزم بالشفافية في الإفصاح عن القادمين والمغادرين لأراضيها من الأجانب.

ونبهت الحكومة على جميع مواطني الدول الأخرى الراغبين بزيارة اليمن عبر طيران الخطوط الجوية اليمنية أو طيران الأمم المتحدة للخدمات الانسانية (UNHAS) أو الشركات الناقلة الأخرى، أو عبر المنافذ البرية او الموانئ البحرية، ضرورة الإفصاح فيما إذا سبق لهم زيارة إيران أو احدى الدول الأخرى المنتشر فيها فيروس كورونا الجديد بشكل كبير خلال الـ ١٤ يوما السابقة لوصولهم اليمن.

حظر السفر إلى إيران

ودعت الحكومة المواطنين اليمنيين الى الالتزام بحظر السفر الى إيران، تحت أي ظرف.. مذكرة بذلك قرار الحكومة قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران في ٢ اكتوبر ٢٠١٥.. مشددة على عدم السفر إلى الدول المنتشر فيها الفيروس بشكل كبير.

تعليق العمل بالتأشيرات

وأعلنت الحكومة وفقا لمتابعة (الأحرار نت)، تعليق العمل بتأشيرات الزيارة للدخول للأراضي اليمنية بشكل مؤقت حتى إشعار أخر، لأي مواطن أجنبي قادم من الدول المنتشر فيها الفيروس بشكل كبير، ويستثنى من ذلك من يقدم ما يثبت عدم إصابته بفيروس كورونا.

كما دعت الحكومة الشركات الناقلة الى اليمن وخدمات طيران الامم المتحدة وشركات النقل الجماعي البري بضرورة الالتزام بتعبئة نموذج خاص بالإفصاح عن السفر لجميع المسافرين وتسليمه عند الوصول الى مطارات ومنافذ الجمهورية اليمنية.. مؤكدة إنه سيتم تحديث الاجراءات الاحترازية بشكل مستمر وفقا لقرار اللجنة الوزارية المعنية.

اليمن خالية من الفيروس

والأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة خلو اليمن من أي إصابات أو اشتباه بأي حالات بفيروس كورونا.   حيث أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم، إلى أن الوزارة اتخذت إجراءات في المنافذ البرية والبحرية والجوية لفحص القادمين والتأكد من خلوهم من أعراض فيروس كورونا.

تنسيق يمني سعودي

ولفت إلى أن الحكومة وبالتعاون مع المملكة العربية السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية على تنسيق مباشر على أعلى المتسويات للتدخل العاجل وتقديم الدعم للقطاع الصحي وأخذ الإجراءات المناسبة في هذا المجال.

وأهاب وزير الصحة العامة والسكان، بمنظمة الصحة العالمية أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تداعيات خاصة بالفيروس، والتنسيق مع وزارة الصحة ومكاتبها في محافظات الجمهورية.

أرقام طوارئ

وأوضح باعوم بأن غرفة العمليات المركزية بالوزارة قد نشرت أرقام الهواتف الخاصة للإبلاغ عن أية حالات مرضية بصورة عامة، والإبلاغ عن أي حالات اشتباه بفيروس كورونا.

ودعا طواقم الفحص في المنافذ البرية والجوية للإبلاغ عن أي حالات مشتبه فيها، الاتصال عبر الأرقام الثابتة التالية (02358260) أو (02358259).

وتسبب انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ 5 سنوات في انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية باليمن، وباتت المرافق الصحية متهالكة بشكل لا يمكنها من مواجهة مرض مثل كورونا.

ورغم أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن فيروس كورونا لا ينتقل سوى عبر الاتصال المباشر مع الشخص المصاب، أو استخدام أي من أدواته، إلا أن مخاوف اليمنيين لا تتوقف من حين إلى الآخر، مشيدين في ذات الوقت بالإجراءات الحكومية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

* "الأحرار نت"